العدد (154) - اصدار (7-2005)

بيتنا الأرض محمد المخزنجي

منذ عشرين يوما جاءتني رسالة من كينيا تقول: (نود أن نبلغك بأسف أن صغيرتك ناعومي عَّرضت نفسها لخطر شديد وأُصيبت بجراح بالغة لكن الأطباء أنقذوا حياتها وهي الآن تتعافى وتمر بفترة نقاهة وتأهيل وتدريب حتى لا تتعرض مرة أخرى للخطر وسنوافيك بتطوراتها أولا فأولاً). شعرت بالقلق إزاء هذه الصغيرة, وفي الليل تسللت إلى نومي كوابيس رأيت فيها نمرا يحاول افتراسها, وكنت أستيقظ مفزوعا في اللحظة التي يقفز فيها النمر كاشفا عن أنيابه المخيفة

بيتنا الأرض محمد المخزنجي

جاء موسم الفيضان. امتلأت الأنهار بالمياه المندفعة في اتجاه البحيرة وأعلنت السلطات حالة الطوارئ. ومع هدير المياه المندفعة بغزارة من مصبات الأنهار في حوض البحيرة تعالت صرخات الآلاف من البشر. كانوا يفرون بينما المياه تعلو وتوشك على إغراق بيوتهم التي بنوها على ضفاف البحيرة. يحملون معهم كل مايستطيعون حمله ويهربون بحياتهم وحياة أطفالهم وحيواناتهم من مصير الغرق. لم يتأخروا هذه المرة في تلبية طلب السلطات بإخلاء المكان