العدد (283) - اصدار (4-2016)
الخفاش واختراع الرادار في عام 1779م اعتقد سكان إحدى المدن الإيطالية, أن العالم الشهير سبالانزاني أصيب بالجنون, بعد اكتشافهم أنه يمسك بالخفافيش, ويستأصل عيونها, ثم يطلقها في ظلام الليل ليراقب سلوكها. لم يخطر ببال أحدهم أن هذا الرجل يحاول اكتشاف ظاهرة مهمة, وهي قدرة الخفافيش على التحرك والطيران في الجو وسط الظلام واصطياد الحشرات الطائرة بمهارة, رغم فقدان عيونها. في البداية اعتقد العلماء الذين شاهدوا التجربة أن الخفافيش تملك حاسة سادسة, تقوم بدور العيون, لكن مواصلة البحث أثبتت أنها تطلق أثناء طيرانها «صريراً» ذا نغمة عالية, يصطدم بأي جسم طائر أو عقبة في الجو, فيرتد الصوت إليها معلناً عن مكان وحجم الجسم الذي اصطدم به. وهي النظرية نفسها التي استخدمها العلماء بعد ذلك لمعرفة عمق البحار, عن طريق موجات صوتية ترتد, فيعرف العلماء عمق الماء, وما يستقر فيه من حطام سفن أو أسراب أسماك, كما تمكن العلماء أيضاً من اختراع الرادار الذي يرصد الطائرات بمحاكاة قدرة الخفاش على تحديد أهدافه. ومن المعروف أن الخفافيش تختلف عن بقية الطيور في أنها تلد ولا تبيض.