العدد (266) - اصدار (11-2014)
حَكى لَنا مُعَلِّمُنا حِكاياتٍ مُدْهِشةً عَنِ الرَّحَّالَةِ والْفَنَّانِ الْعالَمي إيدْوارْدْ سَبِلْتِريني الَّذي قامَ بِرَحَلاتٍ على مَتْنِ (ظَهْرِ) مُنْطادٍ ما بَيْنَ عامي 1890 و 1910 إلى مِصْرَ وسويسْرا ودُوَلٍ أُخْرى، وأخَذَ لَها صُوَرًا جَميلَةً، سَمَّاها (عَيْنَ الطَّائرِ)! أُعْجِبْتُ كَثيرًا بِما حَكاهُ مُعَلِّمُنا، لِمَا فيهِ مِنْ مُغامَراتٍ، وحينَ عُدْتُ إلى بَيْتي في الْمَساءِ، ودَخَلْتُ غُرْفَتي، فاجَأَني مُنْطادٌ صَغيرٌ فَوْقَ مَكْتَبي. فَتَحْتُهُ بِيَدٍ مُرْتَعِشةٍ (مُضْطَرِبَةٍ) فَوَجَدْتُ بَيْنَ ثَناياهُ (طَيَّاتِهِ) بِطاقةً، تَحْمِلُ الْجُمْلةَ التَّالِيةَ: (تَقَبَّلْ مِنِّي هَذِهِ الْهَدِيةَ الْبَسيطةَ، وتَذَكَّرْني دائِمًا)! اِسْتَغْرَبْتُ مِـنَ الْهَـدِيةِ، الَّتي لَمْ أكُنْ أتَوَقَّعُها يَوْمًا، وتَساءَلْتُ في نَفْسي: - مَنْ أرْسَلَها إلَيَّ، وعيدُ ميلادي مازالَ بَعيدًا؟!.. ألا يَكونُ الرَّحَّالَةُ؟!..لا لا، لَقَدْ تُوُفِّيَ مُنْذُ عَشَراتِ السِّنينَ!... ألا يَكونُ مُعَلِّمي؟!.. لَكِنْ، لِماذا خَصَّني بِها دونَ كُلِّ أصْدِقائي؟... رُبَّما لأنَّني مُجْتَهِدٌ ومُهَذَّبٌ، أوْ لأنَّني أُعْجِبْتُ بِحِكاياتِهِ الْغَريبةِ!