العدد (519) - اصدار (2-2002)
الإنسان والبيئة
رجب سعد السيد
غاصت الطيور, كعادتها كل نهار, تطارد الأسماك, فلم تجد الماء كما تعوَّدته. لم يكن بحرها, بل كان خليطاً لزجاً خانقاً. حاولت أن تتملَّص من الفخِّ القاتل. لم تستطع أن تعود لتسبح في الهواء. كانت مكبَّلة بالزيت الثقيل. حاولت أن تنفضه عن جسمها, فأبى إلاَّ أن يبقى ملتصقاً بريشها, منتزعاً بريقه وقدرته على مقاومة الماء, وحماية الجسم من البلل. فشلت - حتى - في أن تسبح إلى الشاطئ, أو إلى أى مرفأ قريب, تلتقط عنده أنفاسها, وتحاول أن تتعرَّف - بالضبط - لماذا خانتها مياه البحر, هذه المرَّة