العدد (212) - اصدار (5-2010)

قصة أَحْلاَمٌ كَبِيرَةٌ.. محمد عزالدين التازي محمد عزالدين التازي

فِي يَوْمِ أَحَدٍ دَعَا وَائِلٌ أَصْدِقَاءَهُ الصِّغَار: سَمِيرًا وَأَحْمَدَ وَحَمْزَةَ وَمُرَادًا، لِزِيَارَتِهِ في بَيْتِه، فَرَحَّبَتْ بِهِمْ أُمُّهُ وَأَجْلَسَتْهُمْ في الصَّالُون، وَتَرَكَتْهُمْ يَتَجَاذَبُونَ أَطْرَافَ الحَدِيث. عَمَّ الْفَرَحُ الضُّيُوفَ الأَرْبَعَةَ بِلِقَائِهِمْ في بَيْتِ وَائِل، بَعْدَ أَنْ كَانُوا لاَ يَلْتَقُونَ إِلاَّ فِي الْفَصْلِ الدِّرَاسِيِّ أَوْ فِي سَاحَةِ الْمَدْرَسَة. وَسُرَّ وَائِلٌ لاِسْتِضَافَتِهِ ِلأَصْدِقَائِهِ الصِّغَارِ فِي بَيْتِه. كَانَتْ لِوَائِلٍ هِوَايَةٌ غَرِيبَة، هِيَ جَمْعُ صُوَرِ الْمُخْتَرِعِينَ وَالْمُفَكِّرِينَ وَالرَّحَّالَةِ وَالْمُؤَرِّخِينَ وَالأُدَبَاء

قصص من التراث البرتغالي.. محفظة النقود الضائعة د. ناصر الكندري

كان هناك تاجر غني يعيش في مدينة أليمتيجو وكان يزداد بخلاً كلما جمع نقوداً أكثر في صندوقه. وكان دائما مشغولا في كسب مزيد من قطع النقد الذهبية وجمعها في هذا الصندوق. في إحدى المرات اشترى قطيعاً من النعاج وباعه بربح كبير. و عاد من السوق إلى بيته سعيداً، وفي جيبه كانت محفظته محشوة بشدة بالنقود. وكيف لا يفرح! وفي محفظته كانت ترن رناً أربعمائة درهم ذهبية

الشمسُ الذكيّةُ لينة الدسوقي

خالد عنيدٌ جداً، دائماً يشاغب ويملأ غرفَته بالفوضى والضجةِ، لا يسمع كلام أمّه أو أخته صفاء، ولا يهتم لصراخِ أحد، يرمي ثيابَه على السريرِ وألعابَه على الأرضِ، ويضع علبةَ العصيرِ الفارغةِ على مكتبِهِ، يملأ جدرانَ غرفَته بالصورِ اللاصقةِ، وينشرُ قصاصات الورقِ هنا وهناك، أما حقيبته المدرسيةِ فيضعها دائماً أمام باب الشقةِ حين يأتي من المدرسةِ، ويتعثّر بها القادمُ والذاهبُ، ومهما نهرته (زجرته) أمُّه ووبّخته فلا جدوى، لم تنفعْ معه كل لهجات التهديدِ والوعيدِ، وبقي الولدُ المشاغبُ المزعجُ

عندما يصمتُ الديكُ حسن عبدالله

طلع الفجرُ، فعلا صياحُ الديك. استيقظ ابنُ الفلاحً منزعجاً، وأخذ عصاً، وذهبَ إلى الديكِ وقال له: - إذا عدتَ إلى الصياحِ مرةً أخرى، فسأحطّم عظامَك. هتف الديكُ مدهوشاً: - هل أسأت إليك بشيءٍ. أجاب الولدُ: - إنك بصياحِك اليومي هذا توقظُني قبل وقت نهوضي من النومِ بثلاثِ ساعاتٍ

لنرسمَ أيضاً سريعة سليم حديد

على السبورة السوداء وقف هادي يرسم شمساً مشرقة. تتموَّج يده ضاغطة على الطبشور، تاركة وراءها انحناءات من الجبال، ونهراً غزيراً، قطعاً من الغيوم، وكتلاً من الحجارة. أزهاراً متفرقة، وصفوفاً متشابكة من الأشجار. توقف. قالت الآنسة: أكمل الرسم يا هادي. قال هادي: أفكر أي الفصول سأرسم. فاندفع يملأ الأشجار أزهاراً، يكسو الأرض ربيعاً وزهوراً متفتحة، ومزروعات متنوعة