العدد (244) - اصدار (1-2013)
ذاتَ يَوْمٍ مِنْ أيَّامِ الْخَريفِ الْعاصِفَةِ، صَنَعَ أَخي الصَّغيرُ طائرَةً مِنَ الْوَرَقِ الْمُقَوَّى، ورَسَمَ عَلَيْها وَجْهَ طِفْلَةٍ يابانِيَّةٍ جَميلَةٍ. ثُمَ حَرَّكَها يَمينًا وشِمالًا، فَوْقَ تَحْتَ، وأَطْلَقَ صَوْتًا مِنْ فَمِهِ، كَأَنَّهُ أَزيزُ طائرَةٍ حَقيقِيَّةٍ! في تِلْكَ اللَّحْظَةِ، هَبَّتْ عاصِفَةٌ قَوِيَّةٌ. ثُمَّ انَفَلَتَ خَيْطُ الطَّائِرَةِ مِنْ بَيْنِ يَدَيْ أَخي، وحَلَّقَتْ في الْجَوِّ، فَاضْطَرَّ إلى أَنْ يَسْتَلْقِيَ على الأَرْضِ خائفًا! اِنْفَجَرْتُ ضاحِكًا، وأَنا أُشاهِدُ هَذا الْمَنْظَرَ الْمُثيرَ، ومِنْ مَكاني، رَأَيْـتُ الطَّائرَةَ الْوَرَقِيَّةُ تَكْبُرُ تَكْبُرُ، وجَناحَيْها يَتَمَدَّدانِ، ثُمَّ تَقْرُبُ شَيْئًا فَشَيْئًا، ووَجْهُ الطِّفْلَةِ تَظْهَرُ عَلَيْهِ بَسْمَةٌ رَقيقَةٌ