العدد (227) - اصدار (8-2011)

هل تحفظونَ هذا السرَ؟.. قصة: أحمد أبوالفتح أحمد أبوالفتح

بالأمس صادفت ولدًا نحيفًا قصيرًا مثل عقلة الإصبع، لكنه غاية في الذكاء. كان جالسًا قربي على أريكة في حديقة عامة يتصفح مجلة، ثم التفت إليَّ سألني: يا عمي، أتعلم أن شهر رمضان يحب الأطفال والأولاد؟ ولم أفهم السؤال، فاستفسرت منه: كيف ذلك؟ بسط يديه قائلاً: شهر رمضان يحب الأولاد أتعلم ذلك؟ كنت أعرف أن الأولاد الصغار يحبون هذا الشهر الكريم، لكن أن يحبهم هو؟ كيف؟! صراحة شعرت بالإحراج من أن ولدًا قُزعَة (قصيرًا جدًا) كهذا يعلم ما لا أعلمه أنا الرجل الكبير

جزيرة ليلى المغربية.. لَيْلى الْحَسْناءُ العربي بنجلون

مَازِلْتُ أَذْكُرُ جَيِّدًا ذَلِكَ الصَّبَاحَ الرَّبيعِيَّ الْجَميلَ، عِنْدَما أَطَلَّتْ قَرْيَتِي الْهادِئَةُ (بَلْيونَشْ) عَلى أُخْتِها جَزيرَةِ (لَيْلَى) أَوْ كَما يُسَمِّيها الْبَعْضُ بِأسْماءٍ أُخْرى، مِنْها: جَزيرَةُ (تورَةُ) وبِنَباتِها الشَّهيرِ (جَزيرَةُ الْمَعَدْنوسِ) و(جَزيرَةُ الْمَرْجانِ) الَّذي يَكْثُرُ بِسَواحِلِها. رَأَتْ قَرْيَتي عَلى وَجْهِ لَيْلى الأَخْضَرِ مَسْحَةً مِنَ الْحُزْنِ، فَأَرادَتْ أنْ تَعْرِفَ سِرَّ حُزْنِها! حَيَّتْها بِابْتِسامَةٍ عَريضَةٍ: صَباحًا جَميلًا لَيْلَى، أُخْتي الْحَبيبَةُ! نَظَرَتْ إلَيْها بِعَيْنَيْنِ ذابِلَتَيْنِ، ورَدَّتِ التَّحِيَّةَ بِصَوْتٍ خافِتٍ: صَباحًا جَميلًا،أُخْتي بَلْيونَشْ

الفنانة رذاذ وجدي الأهدل

وقفت الناقة الصغيرة «رذاذ» في وسط الغرفة، ووضعت يديها على خصرها، وقالت لأمها: أماه.. غدًا سأذهب إلى المرسم لأتعلم الرسم.. لقد قررت أن أصير فنانة. هزت الناقة الأم رأسها غير مقتنعة وقالت: كلام فارغ.. قريبًا ستكبرين ، وسيأتي الإنسان ليأخذك إلى المعصرة! فكرت الناقة «رذاذ» في كلام أمها، وتخيلت نفسها في معصرة لزيت السمسم، وهي تدور طوال الليل والنهار، وعلى عينيها قطعة قماش ثخينة تحجب عنها الرؤية

قراءة غير صامتة سامر الشمالي

كانتْ نهلة تشعر بالملل إذا قرأتْ، فسرعان ما تتثاءب، ثم تغمض عينيها، وتغفو بهدوء والكتاب بين يديها، لهذا بدأتْ أمها تبحث عن كتب مثيرة، لعلّها تحرِّض ابنتها على القراءة، وعدم الاستسلام للنوم، فاشترتْ لها مجموعة كبيرة من القصص المثيرة، مثل: مغامرات الفارس الشجاع الذي قتل التنين والذي أحرق الغابة، والأميرة التي هربتْ من الساحر الشرير بعدما نسي مفاتيح باب قصره على الطاولة، والأصدقاء الذين أنقذوا مملكة النحاس من عصابة الأشرار الذين يسرقون الجواهر

الموجة المشاغبة أحمد يوسف

كان الوقت بعد شروق الشمس.. والمدينة لاتزال راقدة في سريرها الوردي..! وكان البحر هادئًا.. والموج صافيًا شفافًا ونسمة الصباح ترد الروح. وخلع الصغيران «باسل» و«حسام» ملابسهما العادية وارتديا لباس البحر، واقتربا من الماء، وغمسا في الموج الأزرق أقدامهما.. ثم توغلا في الماء قليلاً قليلاً.. وأخذا يرشانه كل منهما على الآخر..! قال باسل لحسام: أين الكرة؟ أين القارب المطاطي؟ وعاد ثانية إلى الشاطئ لإحضار الكرة والقارب المطاطي