العدد (301) - اصدار (10-2017)

ما سرّ هدوء هادي؟ د. محمود حسني

مَنْ‭ ‬كسر‭ ‬زجاج‭ ‬النافذة‭?.. ‬مَنْ‭ ‬دقّ‭ ‬جرس‭ ‬الباب‭ ‬وولّى‭ ‬هارباً‭?.. ‬مَنْ‭ ‬رسم‭ ‬على‭ ‬الجدران‭ ‬بالألوان‭ ‬هكذا‭? ‬مَنْ‭ ‬يُثير‭ ‬كلّ‭ ‬هذه‭ ‬الضوضاء‭ ‬في‭ ‬البناية‭? ‬كثيراً‭ ‬ما‭ ‬تسمع‭ ‬هذه‭ ‬الأسئلة‭ ‬تتردّد‭ ‬على‭ ‬ألسنة‭ ‬سكّان‭ ‬البناية‭ ‬التي‭ ‬يسكن‭ ‬فيها‭ ‬هادي‭, ‬فهو‭ ‬الإجابة‭ ‬على‭ ‬كلّ‭ ‬ما‭ ‬سبق‭ ‬من‭ ‬الأسئلة‭ ‬وما‭ ‬سيأتي‭. ‬كان‭ ‬دائماً‭ ‬وأبداً‭ ‬يثير‭ ‬المضايقات‭ ‬والضّوضاء‭ ‬والعبث‭ ‬في‭ ‬كلّ‭ ‬مكان‭ ‬يَحِلّ‭ ‬به‭, ‬المدرسة‭, ‬البيت‭, ‬البناية‭ ‬التي‭ ‬يسكن‭ ‬فيها‭, ‬مدرسته‭, ‬بيوت‭ ‬أقاربه‭ ‬الذين‭ ‬يزورهم‭. ‬اسمه‭ ‬هادي‭ ‬ولكنّه‭ ‬عدوّ‭ ‬الهدوء‭, ‬فَبِسببه‭ ‬تنهال‭ ‬على‭ ‬أبيه‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الشكاوى‭ ‬من‭ ‬الجيران‭ ‬والأقارب‭ ‬ومن‭ ‬معلّمي‭ ‬مدرسته‭, ‬وفي‭ ‬كلّ‭ ‬مرّة‭ ‬يردّ‭ ‬عليهم‭ ‬بأنه‭ ‬سيردعه‭ ‬عمّا‭ ‬يفعل‭. ‬لقد‭ ‬حاول‭ ‬أبوه‭ ‬تقويمه‭ ‬بشتّى‭ ‬الوسائل‭ ‬الممكنة‭, ‬حتى‭ ‬يكون‭ ‬اسمه‭ ‬مطابقاً‭ ‬لسلوكه‭... ‬لكنه‭ ‬فشل‭.‬