العدد (277) - اصدار (10-2015)

مجـــــرّة «دَرْب التَّبَّانة» د. نزار العاني

إذا‭ ‬نظرنا‭ ‬إلى‭ ‬صفحة‭ ‬السماء‭ ‬في‭ ‬ليلة‭ ‬غير‭ ‬مقمرة‭ (‬حتى‭ ‬يمكننا‭ ‬رؤية‭ ‬أكبر‭ ‬قدر‭ ‬من‭ ‬النجوم‭)‬،‭ ‬نلاحظ‭ ‬أنها‭ ‬مليئة‭ ‬مليارات‭ ‬النجوم‭ ‬الموزعة‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الصفحة‭ ‬بغير‭ ‬انتظام‭. ‬لكننا‭ ‬نلاحظ‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬شريطاً‭ ‬عريضاً‭ ‬من‭ ‬النجوم‭ ‬يمتد‭ ‬عبر‭ ‬السماء‭ ‬من‭ ‬مكان‭ ‬ما‭ ‬عند‭ ‬الأفق‭ ‬إلى‭ ‬نقطة‭ ‬مقابلة‭ ‬على‭ ‬دائرة‭ ‬الأفق‭ ‬في‭ ‬الاتجاه‭ ‬العكسي‭. ‬وتتكدس‭ ‬النجوم‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشريط‭ ‬من‭ ‬صفحة‭ ‬السماء‭ ‬فيما‭ ‬يشبه‭ ‬في‭ ‬منظره‭ ‬السحاب‭ ‬العالي‭. ‬ولكثرة‭ ‬النجوم‭ ‬وتزاحمها‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشريط‭ ‬من‭ ‬صفحة‭ ‬السماء‭ ‬يشبهه‭ ‬الناس‭ ‬بطريق‭ ‬الجمال‭ ‬التي‭ ‬تحمل‭ ‬أكياس‭ ‬التبن‭ (‬قش‭ ‬نبات‭ ‬القمح‭ ‬الجاف‭) ‬على‭ ‬ظهورها‭. ‬فيتميز‭ ‬هذا‭ ‬الشريط‭ ‬الذي‭ ‬تسلكه‭ ‬الجمال‭ ‬عن‭ ‬غيره‭ ‬من‭ ‬الأرض‭ ‬بكثرة‭ ‬ما‭ ‬وقع‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬التبن،‭ ‬فيسمونه‭ ‬‮«‬دَرْب‭ ‬التَّبَّانة‮»‬‭. ‬وكذلك‭ ‬تسمى‭ ‬النجوم‭ ‬بالاسم‭ ‬نفسه‭. ‬أما‭ ‬الأوربيون‭ ‬فيسمونه‭ ‬‮«‬الطريق‭ ‬اللبني‮»‬‭.‬