العدد (55) - اصدار (5-1997)

رحلة مع الكوكب الأزرق محمد المخزنجي

أيها الأصدقاء.. يقال بحق: إنك لن تحب شيئا إلا إذا عرفته. وكوكبنا الأزرق الذي نعيش عليه، أي الأرض، في حاجة كبيرة إلى أن نحبه، أي نعرفه. ومتى عرفناه، بحب، فسنتصرف معه، وسنطالب الآخرين بأن يتصرفوا معه أيضاً.. بجمال. فالتعامل مع الأرض بجمال، هو جوهر مناصرة البيئة، والدفاع عنها. وسنكتشف أن جمال البيئة في كوكبنا- في معظم الأحوال- يعني أن نحترم الفطرة، أن نقدر هذا الترابط البديع بين كل الأحياء - والإنسان واحد منها- وبين مكونات الحياة على هذه الأرض.. الماء، والهواء، والتربة. هذا هو بيتنا، وهو كبير جدا، وصغير جدا، كما سنرى. وجميل جدا، إذا تأملناه بحب، وعاملناه بحب، ودافعنا عن التعامل معه بحب. والحب بالطبع ضد الأنانية والطمع.

نافورة بيضاء في المحيط محمد المخزنجي

في اندفاعة جنونية رمي "الحوت القاتل" بنفسه على الشاطىء، كانت بقعة منعزلة من شاطىء باتاجونيا الأرجنتينية المواجهة للمحيط الأطلنطي، ومع ذلك رصدت (كاميرات) التلفزيون هذا الحدث الغريب. فالحيتان تفعل ذلك بشكل جماعي. نتيجة لآفة تصيب أدمغتها، أو علة تعطل قدرتها على تحديد البعد من الشاطىء عن طريق الصدى. أما أن يفعل ذلك فرد واحد فهي ظاهرة غريبة، تعني أن الحوت لديه سبب خاص للانتحار لم يصل إليه العلماء بعد. وإن لم يتوصلوا إلى السبب سريعا فإن الحوت الذي قاوم محاولات إعادته إلى الماء سيموت في غضون أيام قليلة. سيقتله ارتفاع حرارة جسمه البعيد عن تبريد الماء وسيعيق ثقله عملية التنفس التي اعتاد اتمامها، وهو عائم على سطح الماء. إن عضلات جسمه تختزن الكثير من الأكسجين الذي يبقيه حيا دون تنفس لفترة معقولة، لكن هذا لن يستمر طويلاً