نشأ الفنان اللبناني محمد غالب (65 عاما) في مدينة طرابلس لأسرة تمارس أنواعا من الحرف الفنية العربية التقليدية الأصيلة.. لذلك انطلقت موهبته باستلهام الوحدة الزخرفية التي تميز الفنون الإسلامية العربية.. ليصنع من خلالها المشاهد الحميمة المعروفة داخل مدننا العربية.. فرسم لوحات جميلة بهذا الأسلوب الزخرفي تمثل حلقة الذكر أو الأفراح أو الحمامات الشعبية والأسواق وغيرها.

ذات يوم أراد طفل صغير أن يعرف ما هو الوطن. كان يسمع هذا الاسم يتردد طويلاً في الأناشيد والأغاني والأحاديث. وكان السؤال كبيراً بحيث لا يستطيع الطفل أن يجيب عنه بمفرده. لذلك بدأ يسأل كل الأشياء من حوله. سأل القمر الساطع في السماء. وشجرة البرتقال التي تهب الثمر للجميع. وسأل الطين الأسود والنيل العظيم المليء بالماء العذب والشمس الذهبية التي تهب الدفء والهواء المنعش, وأخيراً سأل جدته لتقول له : إن الوطن يتكون من كل هذه الأشياء ومن الأهل والأقارب, وهو يتكون من الجدة أيضاً التي تمثل التاريخ والبقاء على أرض الوطن.