العدد (265) - اصدار (10-2014)

عَاطرٌ... بَائعُ العُطورِ زهير قاسيمي

وَسَطَ حَديقَةٍ مَليئَةٍ بِشتَّى أنْواعِ الوردِ، يَقَعُ مَصنَعٌ صَغِيرٌ لصِناعَةِ العُطورِ يَمتلكُهُ شَابٌّ يُدعَى عَاطِرٌ وَرثَهُ عَن أجْدادِهِ. خِلالَ فَصلِ الشِّتاءِ يُشَذب عَاطِرٌ الورد وَيَرُشُّهَ بِالأَدْويةِ ليَقْتلَ الطُّفَيْليَاتِ المُؤْذِية، وَمَا إنْ يَحُلَّ فَصلُ الرَّبيعِ حَتَّى يَغدُو الوردُ رَائحته فَوَّاحةٌ، فَيقُومُ بِقََصِّ أوْراقِهَ ليُحَضِّرَ منْهَ أجْودَ العُطورِ بِمصْنعِهِ وَيبيعَهَا أمَّا صَيْفاً فَيَسْقِيهَ لكَيْ لاَ يَظْمأَ. إِلَى جَانِبِ ذَلكَ كَانَ لِعَاطِرٍ كَلبٌ يَمتَازُ بِحاسَّةِ شَمٍّ قَوِيَّةٍ، فَكُلَّمَّا صَنَعَ عِطراً يَرُشُّ قَليلاً مِنهُ فِي رَاحَةِ يَدِهِ وَيُقولُ لَهُ: مَا رَأيكَ يَا كَلبِي العَزِيز فِي رَائِحَةِ هَذَا العِطْرِ؟ يَضَعُ الكَلبُ أنفَهُ بِالقُربِ مِنْ يَدِ عَاطِرٍ، فَإذَا نَبَحَ مَرَّاتٍ مُتَعَدِّدَةٍ يَعرفُ أنَّ العِطْرَ جَيِّدٌ، حَتَّى أصْبَحَ الكَلبُ مُختَصَّا فِي رَوائِحِ جَميعِ العُطورِ.