العدد (504) - اصدار (11-2000)
مرفأ الذاكرة
فاروق خورشيد
الكاتب الصديق الذي اختار هذا العنوان ليكتب تحته أبناء جيلنا, لا يدرك - أو ربما يدرك - أنه يبغي لنا أنفسنا, ويريد نفيها منه, وأن ندرك أننا كأصحاب عطاء أدبي انتهينا, وعلينا أن نكفّ عن أيام الإبداع والبحث, وأن نكتفي بأن نقف عند مرفأ ذكريات. هذا كلام يرفضه أي كاتب مازال يبدع, وأي باحث مازال يعطي حياته ووجوده لبحثه واكتشافاته العلمية والنقدية, وهي معطيات لا علاقة لها بالعمر, والتقدم فيه, بل لعلها تزداد نضجاً وإشراقاً كلما تقدمت السن بالكاتب, والباحث, وتعمّقت أشياء وظهرت حقائق الرؤى المهيمنة السابقة