العدد (504) - اصدار (11-2000)
الصراع بين الإنسان والطبيعة صراع قديم, وكثيرا ما استطاع الإنسان أن يهزم الطبيعة فيشق نهرا صناعيا, أو يقيم بحيرة جديدة, أو يردم بحراً, أو يقاوم المناخ بتقلباته وقسوته أحيانا. انتصر الإنسان, لكنه كثيرا ما انهزم أيضا, فمعالم الطبيعة وخرائطها لا تتغير كثيرا, فلا البحار يتغير موقعها, ولا الجبال تنتقل من مكانها, ولا الشمس تغير من دورتها. يستطيع الإنسان أن يخدش السطح, لكنه ـ في معظم الأحيان لا يمس الثوابت
من أين تهب علينا رياح العولمة?! ربما كانت تهب من خلال تلك التفاصيل المتناقضة التي يشهدها عالمنا اليوم, ففي الوقت الذي تتنازع فيه الأعراق وسط أرخبيل إندونيسيا المزدحم بالجزر والملل, ويشرع الرجال قصار القامة سكاكينهم الطويلة من أجل ذبح بعضهم البعض الآخر, يشهد المجتمع الأمريكي أكبر عملية لانصهار الأعراق المختلفة التي هاجرت إليه مما يبشر بولادة أمريكا جديدة لا يكون فيها التفوق المطلق للرجل الأبيض, وهو الأمر الذي لاحظه رئيس تحرير مجلة العربي على الواقع خلال رحلته الأخيرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية
يعتبر الفنان الفرنسي (بيير بونار) أحد أبرز المجددين لفن التأثيرية, ويراه النقاد, أنه بفنه قد أقام جسرا يربط القرن التاسع عشر بالقرن العشرين, ولد عام 1867م في إحدى الضواحي التي تبعد عن باريس, لأسرة تنتمي إلى الطبقة المتوسطة, اتجه لدراسة المحاماة والقانون, ولكن عشقه للفن دفعه للدراسة المسائية بأكاديمية (جوليان) للفنون عام 1887م, وبعدها التحق بالمدرسة العليا للفنون الجميلة
هذا شاعر حكمت عليه الأقدار بأن يقضي معظم حياته وهو يعض بنان الندم, ويبكي دماً - لا دموعاً - زوجته وحبيبته التي قتلها بيديه, بعد أن استسلم لوشاية كاذبة, فلمّا عرف الحقيقة - بعد فوات الأوان - أخذ يعالج نفسه بالشعر تطهيراً وتوبة وندماً, ولكن هيهات! والقصة يرويها أبوالفرج الأصفهاني في كتابه (الأغاني) حين يقول عنه: هو شاعر مجيد, يذهب مذهب أبي تمام والشاميين في شعره
ظل عنترة بن شداد يواجه المصاعب بين صليل السيوف وصهيل الجياد ليثير في الوجدان سحب الرمل الجيّاش بالعاطفة, وكانت عبلة بنت عمه مالك تذوب - على اتساع رمل الفروسية - انتظاراً للانتصار والتحرر, واستمرت شاشة سينما بلدتنا تتسع ليصبح للصحراء المعنى الواسع للغرام, وهذا ما لا تدركه حوائط قريتنا تحت ظلال الشجر وعلى ضفاف الجداول والمستنقعات, فاضطررنا - نحن العشاق المبكرين - أن نخترق الحقول غرباً بحثاً عن الصحراء
تحت ساحة تدريب تدوسها خيول المستعمرين الإنجليز في إحدى ضواحي رانجون البورمية عاصمة ميانمار البوذية, يرقد رفات "بهادور شاه" آخر ملوك المسلمين في الهند, هذا الملك قاد الثورة الهندية ضد الإنجليز, فلما وقع في أيديهم نفوه إلى بورما, وظلوا ينزلون نقمتهم به في السجن حتى بعد أن مات جوعاً وعطشاً. ولم يكتفوا بذلك, بل راحوا يحاربون رفاته وعمدوا إلى إخفاء قبره ومنع أي أحد من زيارته حتى لا يتجمّع الناس حوله ويتذاكروا في تجمّعهم قصة الغدر والظلم الإنجليزي الذي لا ينساه التاريخ
ليس معيار جودة العمل الأدبي أو الفني رواجه. فقد يروج هذا العمل رواجاً واسعاً ولا تكون له تلك الجودة الرفيعة المقام. فقد عرفت أغنية لوديع الصافي في الستينيات من القرن الماضي, وتدعى (علّوما اللوما اللوما) رواجاً لم تعرفه أغنيات أم كلثوم وعبدالوهاب, ثم ماتت الأغنية بعد موسم رواجها العظيم ـ ولكن القصير نسبياً ـ موتاً محققاً فكأنها لم تسرِ على شفاه الملايين سريان النار في الهشيم. وعرفت الفنانة المصرية نعيمة عاكف, في بعض سنوات القرن الماضي