العدد (470) - اصدار (1-1998)

بحر الأعالي سلوى بكر

صبيحة كل يوم، تضغط أمها بأصابعها زر العاشر في المصعد، فيعلو بهما ويعلو حتى يتوقف في دور الشقة الخامسة والعشرين، فتدخلان إليها من بابها الخشبي المحفور، والذي يذكرها دائما بدكة النورج في بلدهم، عندما كان أبوها يحصد الغلة وقت الحصاد، عندما كانوا فلاحين قبل انتقالهم إلى البندر.في المطبخ الوسيع الذي تراه أوسع وأجمل من بيتهم كله، تجلس كما العادة على كرسي من كراسي الطاولة المستديرة فلا تقوم من مطرحها حتى تفرغ أمها من غسل الصحون ولم الحوض، وقد يخفف من وطأة ذلك الجلوس الإجباري

فوق جدران غيماته فريد أبوسعدة

كيف أخلي القصائد من كائناتٍ تخيلتهن نساء!

الوقت لا يمر يوسف شلب الشام

قبل كل شيء أريد أن أقول لكم من هي زُبيدة، كم هي جميلة وفريدة. إلا أنني في الوقت الذي سأقول لكم فيه ذلك لن أعرف جيداً من أين أبدأ.لم أعد أذكر كيف كلمتها للمرة الأولى كما لا أذكر ما الذي قالته لي. أذكر فقط اليوم الذي رأيتها فيه في الميدان الصغير الواقع في أعلى شارع روسيتي.لقد تغير الآن كل شيء، فالشارع الذي كنت أسكن فيه لم يعد نفسه، العمارات الكبيرة القديمة أُصلحت وطرد منها سكانها لتباع شققها إلى ألمان وإنجليز.

"محادثة برية شمال شرق الوطن" عبدالرحمن شلش

تثير قماشة عبدالله السيف, في مجموعتها القصصية: (محادثة برية شمال شرق الوطن), أسئلة القص والتعبير في تقاطعهما مع أسئلة المشهد الراهن, دون أن تعنى بتقديم إجابات أو علاج لظواهر في الواقع المعيش فعلياً كان أو متخيلاً, بل تستهدف طرح رؤى مسكونة بأفكار الشخصيات وهواجسها وأحلامها وإحباطاتها وتطلعاتها وآمالها, فالعالم الذي تعبر عنه الكاتبة, بصدق وحزن شديدين, عالم يموج بصراعات شتى, نفسية واجتماعية وإنسانية, ويظهر صوراً للشخصيات رجالاً ونساء في حالات من المعاناة تجاه ظروف قاسية

فوق جدران غيماته عزت الطيري

رجل يرتدي حلمهُ خارجاً من دهاليز أحزانه