العدد (470) - اصدار (1-1998)

طرائف عربية المحرر

كلما صعد فوح الطبيخ إلى أنف البخيل تنهد وقال: لا حول ولا قوة إلا بالله.امرأته تُعد المائدة، وتزينها وتضيف لها ما يفتح الشهية، وحين جلسا ـ هو وامرأته ـ يأكلان. فقال: ما أطيب هذا الطعام، لولا الزحام! طعمه في فمي ألذ من الحياة نفسها. قالت امرأته: أي زحام ها هنا يا رجل؟ إنما أنا وأنت! قال: كانت أمنيتي، ومشتهى نفسي وحبي الكبير أن أكون أنا والقدر وحدنا.

إلى أن نلتقي أنور الياسين

منذ عدة شهور كتبت في هذه الزاوية مقالا ضاحكا حول الشقراوات وما يقال عنهن من نكات. ولم يعترض أحد. ربما لقلة عدد الشقراوات في عالمنا العربي. وقد شجعني هذا لكي أواصل المزاح مع فئة أخرى أكن لها الاحترام هي فئة المحامين. وقد قامت الدنيا ولم تقعد منذ ذلك الحين. ومازالت خطابات الاحتجاج الصاخب من السادة المحامين تتواصل على المجلة, وهي تشرح لنا البدهيات حول نبل مهنة المحامين ودفاعها عن الحق والعدل, وهي أمور نعرفها جيداً وإن كنا نشك في أن بعض المحامين يلتزمون بها وهؤلاء هم الفئة الذين دار حولهم مزاحنا..

من شهر إلى شهر المحرر

تمكن فريق من الباحثين النرويجيين في المركز الوطني لطب الأجنة، بالمستشفى الإقليمي بمدينة تروندييم، من تحقيق إنجاز طبي غير مسبوق، إذ استخدموا الموجات فوق الصوتية في إنتاج صور ثلاثية الأبعاد للجنين الآدمي في الأسابيع الأولى من تخلقه.وقد لفت هذا الحدث الطبي المهم انتباه العلماء المشاركين في مؤتمر طبي عقد أخيرا في كوبنهاجن، فقبل أن تخرج هذه الصورة الجديدة من مستشفى تروندييم، كان من الصعب الحصول على مثل هذه الصور "العميقة" للجنين قبل أن يتجاوز الأسبوع العشرين من عمره.

جمال العربية فاروق شوشة

شغل علماء العربية وأدباؤها من قديم ببيان مواصفات الإبداع الجميل، شعرا ونثرا. فعكفوا على استخلاص علاماته وأماراته، ووضع قواعده وأسسه، والنصح بما ينبغي للكاتب والأديب والشاعر أن يأخذوا به حتى يتحقق لكل منهم ما يصبو إليه من منزلة عالية ومكانة رفيعة في روعة التعبير والتصوير.من بين هؤلاء أبواليسر إبراهيم بن محمدالمدبر صاحب الرسالة العذراء في موازين البلاغة وأدوات الكتابة، والتي يعرض فيها لكل ما ينبغي للكاتب من ثقافة ومعرفة، ومن أدوات وعدة، ومن خبرة وتمرس، ناصحا وموجها ومعلما

واحة العربي محمد مستجاب

تصورت ـ بناء على أفكار قروية ـ أن طائر أبوقردان هو هذا الأبيض الهادئ الطيب, والذي يرفع عينه ـ يرمق ـ الأشياء والعابرين دون أن يفرط في مراقبة دود الأرض, وهو المرسوم في الكتب المدرسية بصفته صديقاً للفلاح المصري لاشتراكه مع الهدهد وأبوفصادة في تنقية الأرض الزراعية من الديدان والحشرات, ولهذا, السبب أيضا صدر القانون المصري الذي يجرم صيد هذه الطيور, لكن هذه الأفكار القروية لم تلبث أن تطايرت وتشتتت بعد التجول ثلاثة أيام حول بحيرة قارون الشهيرة

شعاع من التاريخ سليمان مظهر

كلمة إنصاف لابد منها يجب أن يقولها التاريخ في ذكرى مرور ثمانين عاما على مولد عبدالناصر في 15يناير 1918.ولايستطيع منصف أن ينكر منجـزات عبدالناصر ومنزلته وتاريخه القومي كقائد عربي لعب أخطر الأدوار في تاريخ مصر والوطن العربي الحديث, وقد تكون هناك بعض السلبيات حدثت خلال فترة حكمه, إلا أنها لاتقاس بشيء مما تحقق من إيجابيات, والإنسان خطاء, وخير الخطائين التوابون.

قالوا المحرر

ما نحن بالسادة، الشعب هو السيد، وما نحن غير خدم الشعب، انسوا ذلك وسيريكم الناخبون، كيف يسحبون منكم ما أعطوه لكم....رئيس الوزراء البريطاني توني بلير للنواب العماليين ...... أصعب وأخطر شيء فعلناه، كان عندما انطلقنا بالصاروخ من الأرض، لأن ذلك يتضمن الانطلاق من سرعة صفر ميل في الساعة غلى 17000 ميل في الساعة....رائد الفضاء الأمريكي مايكل فول

عزيزي القارئ المحرر

عدد جديد, وعام جديد, وسؤال جديد, فأمام متغيرات تتوالى على عالمنا بسرعات إلكترونية, يصير طرح الأسئلة أخطر من حشد الأجوبة, خاصة في أمور الثقافة الإنسانية.هناك تقدم مادي مؤسس على آخر معطيات العلوم والتقنية, لكن هل يواكب ذلك تقدم روحي يوازي تقدم المادة أو يكافئها أو يوازيها?إجابة السؤال الواضحة تجيء بالنفي, بل إن التقدم المادي ـ التقني خاصة, وفوق التقني تحديدا ـ يجر معه سيلا من التردي الروحي يفرضه الأذكى والأدهى, وكثيراً ما يكون ذلك في أطر عدوانية ومدمرة

عزيزي العربي المحرر

رئيس التحرير..المتطلع إلى الواقع الذي سيئول إليه العالم يدرك تمام الإدراك أن أيديولوجية التعددية القطبية قد تلاشت وحل المصطلح الذي سيطلق على العهد الجديد (النظام وحيد القطب), وأنا هنا أتساءل عن عنواننا نحن العرب بين فضاء الأحادية والقطبية, هل سنغيب مع ظهور معالم النظام الدولي الجديد الذي تسيره يد واحدة ولا تنازعها أية سلطة مضادة?هذه اليد قد أرست جذورها وبدأت تأخذ بزمام سلطتها, وتفرض نفسها كقاض للعالم, وإن كانت قمة مالطا بمثابة المنعرج الذي ألغى كل الحسابات

أرقام محمود المراغي

في البدء, كانت الأسرة.. ولكن سرعان ما عرفت البشرية فكرة الدولة التي يتنازل فيها الفرد عن جزء من حريته ليقيم سلطة تحكمه, وتحميه, وتضمن له أساسيات الحياة في مجتمع متنافس تتضارب فيه المصالح.ظهرت الدولة, وقامت الحكومة منذ آلاف السنين في كل من مصر والصين.. وكانت بمثابة سلطة مركزية تحمي حدود رقعة جغرافية, وتضمن الأمن للناس, كما تضع القانون وتوفر ركائز العدل بين المواطنين.. هي سلطة قهر: تفرض القواعد, وتضع العقوبات, وتملك السجون, وتحدد الضرائب.. لكنها أيضا توفر الخدمات وتستهدف الرفاهية.