العدد (432) - اصدار (11-1994)

تاريخ .. أم تحريف سينمائي للتاريخ؟ أحمد رأفت بهجت أحمد رأفت بهجت

فيما يشبه الظاهرة قدمت السينما الأمريكية خلال السنوات الخمس الماضية "1989 - 1993" عددا غير قليل من الأفلام التي تدور موضوعاتها حول شخصيات حقيقية في مجالات شتى: السياسة، الدين، الفنون، الأنشطة النقابية، الجريمة المنظمة.. فما هو السبب وراء الاهتمام بهذه الظاهرة؟في اعتقادي أن اختيار هذه الشخصيات لم يتم بطريقة عشوائية لا تزيد على انتقاء المنتجين السينمائيين لطائفة من الأشخاص من أجل التعامل مع سيرهم الذاتية أو مواقف معينة من حياتهم، رغبة في تنويع الموضوعات أو استغلال شهرة أو جاذبية هذه الشخصية أو تلك

الحادثة فؤاد دوارة فؤاد دوارة

يقول الكاتب المسرحي اللامع لينين الرملي في تقديم "الحادثة" أحدث مسرحياته: " قرأت هذه القصة وشاهدتها فيلما منذ سنوات.. وشعرت على الفور برغبة شديدة في إعادة كتابتها مرة أخرى! "والقصة، أو الرواية إن أردنا الدقة، التي يشير إليها الكاتب هي رواية "جامع الفراشات" للكاتب الإنجليزي جون فاولز، التي حققت نجاحا كبيرا فور صدورها سنة 1964، فوزعت طبعتها الأولى أكثر من مليون نسخة، خاصة بعد أن تحولت إلى فيلم سينمائي في العام التالي من إخراج الأمريكي الشهير ويليام ويلر.

الطهطاوي محمد عمارة محمد عمارة

كان رفاعة الطهطاوي (1216 - 1290 هـ 1801 - 1873 م) أول عين للشرق على الغرب في عصرنا الحديث، ورغم الخلل في صور المقابلة بين حال الشرق وحال الغرب يومئذ، إلا أن التكوين الإسلامي - الأزهري - للرجل، وأيضا تمثيله لمصر الناهضة بقيادة محمد علي باشا يومئذ قد عصماه من " الانبهار" بالغرب، ذلك "الانبهار" الذي "أدهش" آخرين، فشل لديهم ملكات "النقد" و"التمييز"!..إننا لا نعدو الحقيقة إذا قلنا بعبقرية الطهطاوي في موقفه النقدي من الحضارة الغربية، ذلك الموقف النقدي الذي جسد أدق المناهج وأكثرها علمية في علاقات الحضارات المتميزة بعضها بالبعض الآخر