العدد (424) - اصدار (3-1994)

عمر أبوريشة والذكريات بديع حقي بديع حقي

كنت أشارف العشرين من عمري حين التقيته، في أوائل الأربعينيات، في مقهى "البرازيل" بدمشق، وكان يرتاده بعض الكتاب والشعراء، وتنعقد حول طاولاته - على ضيق رقعته - حلقات شتى، تتشقق فيها مختلف الأحاديث والتعليقات الأدبية اللاذعة، الطريفة، ولفت نظري حين أطل، قامته الفارعة وجمال هندامه ومحياه المؤنس، وعيناه الشهلاوان المؤطرتان بنظارة أنيقة مذهبة، تنسرب من زجاجها الصافي نظرات تقطر رقة وعذوبة، وتنساق من شهد عينيه، شفافة واهبة لمن يروق له أن يتذوق ملاوتها بعض أسرارها الخفية.