العدد (422) - اصدار (1-1994)

200 عام على الكلاسيكية جار النبي الحلو

يقول جوته "الكلاسيكية صحة.. والرومانسية مرض".ربما كان في هذه المقولة بعض من مبالغة الشعراء، ولكنها تصف حالة التحول الحاسمة التي عاشها الفكر الأوربي في نهايات القرن الثامن عشر، فالكلاسيكية لم تصدر عن بيان أو مدرسة فعلية ولكنها كانت نتاج عصر العقل الذي ولد من الفلسفة الديكارتية، ومن الانبهار بآثار اليونان والرومان، وقبل ذلك كله كانت حالة روحية.كان الرومانسيون هم الذين أطلقوا عليها هذا الاصطلاح عام 1825 للتعبير عن كل الأشياء التي يكرهونها: الامتثالية، عبادة العقل، السعي إلى الجلال والفخامة، الانشغال بالدقة والترتيب.

أنغام كلاسيكية ثروت عكاشة ثروت عكاشة

يطلق مصطلح الكلاسيكية المحدثة "النيوكلاسية" بصفة عامة على الطراز الفني والمعماري في الفترة من حوالي عام 1770 إلى قرب عام 1835، والمنبثق تحت تأثير دفقة الحماسة نحو الحضارة الكلاسيكية من جديد بعد أن اطرح الفنانون طراز الروكوكو المفرط الأناقة والتنميق مؤثرين العودة نحو صيغ العصر الكلاسيكي القديم وموضوعاته. وقد بات من المظاهر التي لا تفتأ تتكرر في الفن الأوربي منذ العصور القديمة تلك الالتفاتة من حين لآخر إلى روائع اليونان وروما حتى لا يخلو قرن من مرحلة كلاسيكية محدثة من أي نوع كانت. وحتى في قرننا الحالي شهد عام 1920 وما تلاه انقلابا حاسما

فنون كلاسيكية محمد المنسي قنديل محمد المنسي قنديل

من أين ينبع كل هذا الجمال.. وكيف يمتلئ الصمت بضجة الحياة؟ إنه جلال اللون، وسمو التناسق، وتلك المساحة النادرة من حرية التأمل التي يمنحها لك متحف اللوفر. تدخل إليه لترى نفسك وترى العالم وتحتويك قاعاته البالغ عددها خمسمائة وثمانين قاعة كأنك تغوص وسط تلافيف عقل إنساني فيه كل اللاوعى الجمعي للبشرية. جد ونزق وحزن ومرح وحلم وخوف وأسطورة وهم بعض من التوق الإنساني في أن الرجال أشباه آلهة وتكتسب الطبيعة جزءا من سحر أجساد النساء وينبت للأطفال أجنحة صغيرة كالملائكة. محاولة للارتقاء عن كل أدران النفس البشرية من عنف وقسوة وضعة ممثلة في ذلك الفن النبيل المعلق فوق جدران أروقة اللوفر.