العدد (699) - اصدار (2-2017)

التراث المتحفي والمجتمع الرقمي د. هبـة رضـوان

إن المقارنة بين العمل الأصلي وتجسيده الرقمي الأول تبدو كما لو كانت «كلاً» غير قابل للتجزئة بفضل القوة الفريدة لكونه «موجوداً» بينما يبدو الآخر قابلاً للتجزئة، وإن شكله يسمح بالرجوع التحليلي لنموذجه، وهو لا يهدف إلى توفير نسخة من ذلك النـموذج أو أن يكون محاكاة ذليلة له، بل أن يكشف التفاصيل الدقيقة للأســس التي قام عليها ويبين آلياته المختفية، وبذلك فإن التجسد الرقمي يطرح كل مزايا الخطاب التفصيلي الذي ينبع من النموذج الأصلي بالكامل، وهو في الوقت ذاته يملك صفات تكون مفتقدة في المنطق اللاحدسي، وهي الصفات الجمالية للشكل الملموس، وهذا هو السبب في أن التجسيد الرقمي لا يطرح خطاباً تمثيلياً للعمل، بل صورة من العمل ذاته، في منطقة تقع بين المفهوم والملموس.