العدد (211) - اصدار (4-2010)

رَحَلْتُ ورَأيْتُ: قَطَرُ.. ومارد مصباح علاء الدين.. إعداد: العربي بن جلون العربي بنجلون

لَنْ أنْسى ماحَيِيتُ ذَلِكَ الْيَوْمَ الْجَميلَ، يَوْمَ الثَّالِثِ مِنْ سِبْتَمْبِرَ! كُنْتُ وَحيداً فَريداً أتَمَشَّى بَيْنَ الشَّجَرِ، الَّذي يُظَلِّلُنِي بِأَغْصانِهِ الْمورِقَةِ الْخَضْراءِ؛ حيناً أتَرَنَّمُ فِي نَفْسي، وحيناً أُمَلِّي عَيْنَيَّ بِمَناظِرِ الطَّبيعَةِ الْخَلاّبَةِ. وفَجْأةً، لَمَحْتُ مِصْباحاً نُحاسِياًّ، يومِضُ مِنْ بَعيدٍ، وَمْضَةً تِلْوَ وَمْضَةٍ، كَأنَّهُ يُنادينِي. تَوَقَّفْتُ عَنِ السَّيْرِ والتَّرَنُّمِ، وشَعَرْتُ بِقَلْبي يَنْبُضُ بِسُرْعَةٍ، نَبْضَةً تِلْوَ نَبْضَةٍ: ماذا أفْعَلُ؟!.. هَلْ أظَلُّ جامِداً فِي مَكانِي هَكَذا، مِثْلَ تِمْثالٍ حَجَرِيٍّ، لا أُقَدِّمُ رِجْلاً ولا أُؤَخِّرُها؟!..