العدد (247) - اصدار (4-2013)

رَحَلْـتُ.. ورَأَيْـتُ: تيمورُ.. ذاتُ الْفَصْلَيْنِ!: إعداد: العربي بنجلون العربي بنجلون

في لَيْلَةٍ مِنْ لَيالي الشِّتاءِ الْعاصِفَةِ، رَأَيْتُ فيما يَرى النَّائِمُ، وأنا على فِراشي، رِياحاً قَوِيَّةً تُطَيِّرُ ثِيابي قِطْعَةً قِطْعَةً، وطُيوراً في أعْشاشِها تَضْحَكُ مِنِّي بِصَوْتٍ عالٍ. ولَمَّا أخَذَتْ أطْرافي تَرْتَعِدُ، وأسْناني تَصْطَكُّ مِنَ الْبَرْدِ الْقارِسِ، تَبادَلَتِ الطُّيورُ نَظَراتٍ حَزينَةً، كَأَنَّها أشْفَقَتْ على حالي، فَنَزَلَتْ مِنْ أعْلى أشْجارِها، وكُلٌّ مِنْها يُعْطيني ريشَةً، حَتَّى كَسا ريشُها جِسْمي، وأصْبَحَتْ يَدايَ جَناحَيْ طائرٍ كَبيرٍ! سَأَلْتُ الطُّيورَ مُتَعَجِّباً مِنْ سُلوكِها: شُكْراً على هَدِيَّتِكِ الْغالِيَةِ الَّتي أدْفَأَتْني! لَكِنْ، لِماذا ضَحِكْتِ مِنِّي، ثُمَّ أشْفَقْتِ عَلَيَّ؟!