العدد (248) - اصدار (5-2013)
عاشَ في منزلٍ قريبٍ من المستنقع، ثلاثةُ إخوة، مع والدِهم، وكان جميعُهم يعرفُ أن العيشَ بالقربِ من المستنقعات سيئ جدًا: هذا ضارٌ بالصحةِ ومزعجٌ يضيقُ له الصدرُ. قامَ الأبُ عندما أتاهُ الموتُ بجمع أبنائِهِ، وقالَ لهم: اسمعوا يا أولاد! لابدّ لكمْ من الانتقالِ من هذا البيتِ إلى مكانٍ آخر. ليسَ لنا من المستنقع غيرُ الأوبئةِ والأمراضِ. ابنوا لأنفسكم بيتًا في مكانٍ ما على سفحِ الجبلِ، وهناك ستتحسن حالتكُم. ولكنَّ قبلَ البدءِ في هذا العملِ، اطلبوا المشورةَ من الشيخِ الحكيمِ الذي يعيشُ في الغابةِ.
كان عرفُ الديك مرهقًا فاستلقى على ظهرِ حصانهِ محاولاً النوم. تعثَّر الحصان بإحدى الحفر المخفية بالأعشاب، فاختل توازن عرف الديك وسقط على الأرض. لمّا حاول النهوض تعثر هو الآخر بحفرة مليئة بالوحل والطين.
فكّر «عرف الديك» أنّ كل دقيقة لها أهميتها، فقد يغرق أو يموت إذ إن السيف سيذوب إذا لمس الماء، وهو لا يستطيع أن يبعد عن الغمد والسلاسل. عاد المخلوق الخفي ليلاحق «عرف الديك»، إذ إنه لم يكن قد مات، فاستطاع «عرف الديك» أن يصد ضرباته وأن يرميه بعيدًا حتى لامس المياه. عندها طرأ تغير مفاجئ دُهش له «عرف الديك»، فقد أصبح هذا المخلوق واضحًا بمجرّد أن لامس الماء، كان لونه رماديًا وهو يشبه الفأر تمامًا، لكنه أكبر حجمًا وصوته كزئير الأسد.
زينة بنت صغيرة عمرها عشر سنوات.. تحب الطيور والزواحف والحيوانات. في أوقات فراغها - بعد استذكار دروسها – تجالس بعض ما تملكه منها، وتحكى لها الحكايات، وتستمع إلى حكيها، فهى الوحيدة في الأسرة التي تفهم لغتها، وتستمتع بطريقتها في الحكي، حيث تتراقص اجسامها في حركات تعبيرية، ثم تسجل في كراستها ما تراه وما تسمعه منها. والآن نقرأ ما كتبته
«بسرعة يا أبي، بسرعة، سنتأخّر على عيد ميلاد مريم». أجاب الوالد: «ولكن يا ابنتي، لا يمكنني، فإشارة المرور مازالت تشير إلى اللون الأحمر، والأحمر يعني أنّه علينا أن نتوقّف». اعترضت نور قائلة: «أرجوكَ يا أبي، تجاهلها فالطريق فارغة. هيّا يا أبي، سنتأخّر...».
ذات يوم سألْتُ مجموعةً من الشبابِ الصغير: «هل يستطيعُ أحدكم أن يتذكّر موقفًا قال فيه الصدقَ أو حرصَ على الأمانةِ، مع أن ذلك لم يكنْ سهلاً عليه؟». وقفَ كريم وقالَ: كنّا نقفُ في فناءِ المدرسةِ أثناءَ فترة الراحةِ بين الحصصِ، وكان عددٌ من الأولاد الأصغر منا سنًا يلعبون لعبة «صيدِ الحمامِ» وكلُّ واحدٍ منهم يجري خلفَ الآخر.
أَتَمَنَّى لَوْ أكُونْ دُودَةً فِي الأرْضِ تَسْعَى فِي حُبُورْ (1)، كَيْ أَرَى البَذْرَةَ تَنْمُو، وَأَرَى الأَمْوَاهَ (2) تَسْرِي فِي الجُذُورْ،