العدد (542) - اصدار (1-2004)
(التسامح) مصطلح تردد بشكل لافت للنظر في الأدبيات السياسية خلال السنوات الأخيرة. وقد كثر استخدامه في مجال الحديث عن الجوانب الدينية بشكل خاص, وربما استخدم على استحياء في الحديث عن (الحوار), والتعامل مع (الآخر) والقبول بالتعددية السياسية والثقافية والاجتماعية أيضًا
كانت وثائق القوى المتنفذة والسلطات في العالم العربي في السابق هي مصدر المعلومات, فالذي يريد أن يبحث في تاريخ الدولة العثمانية عليه أن يرجع إلى وثائقها الرسمية, والذي يريد أن يبحث في تاريخ الاستعمار عليه أن يرجع إلى مصادر السلطات الاستعمارية التي كانت تحتكر المعلومات وغير ذلك من الأمثلة, ومع إقرارنا بأهمية ذلك المصدر الذي لا بديل عنه في كثير عن الأحيان, إلا أن الوثائق نفسها رسمية, وعبرت عن موقف ورأي السلطات
يعتقد الكثيرون من المفكرين أن الديمقراطية تستلزم العلمانية, فمن غير الممكن وجود نظام حكم ديمقراطي دون أن يكون هذا النظام متصفا بالعلمانية في الوقت نفسه. يتفق على ذلك مفكرون مختلفون لا يكادون يجتمعون على أمر آخر. بعضهم أصوليون يرفضون الديمقراطية بوصفها سلعة مستوردة, ومنهم ديمقراطيون ليبراليون يرفضون أي محاولة للجمع بين الدين والسياسة