العدد (517) - اصدار (12-2001)
ثمة علامات فارقة في تاريخ الدول يخطها رجال من نوع خاص, وثمة لحظات مضيئة تظل محفورة في الذاكرة ولا تبرحها, وهنا تحديداً يصبح الفقد مؤلماً... وثقيلاً, حين يكون لهؤلاء الذين ظلوا علامات مضيئة, هادية في زمنهم ومشعّة في أزمنة لاحقة
من المؤكد أن محمد مندور (1907-1965) كان يحاول - مخلصاً - الاستجابة إلى التغيرات المهمة التي حدثت في المجتمع المصري بعد قيام ثورة يوليو, وما طرأ على مفهوم الأدب والفن ووظائفهما - نتيجة الثورة - من تغير, إلى الدرجة التي جعلته يتشكك في أصوله النقدية (حتى ليلوح لنا أن ما كنا نتلقاه منذ ربع قرن على كبار أساتذتنا في الجامعات من تعاريف النقد واتجاهاته ومذاهبه قد تخطاه الزمن نتيجة لدفعة الحياة وأحداثها الكبرى)
مضى الصيف إلاّ قليلاً هواءُ الخريف له نكْهةٌ
احتمال أن يمتد عمره لآجال قادمة, دفعه لأن يحسم أمره ويسلمه لصديقه (محمد سليمان جدوكاب) رئيس جمعية التراث النوبي, ليضمه إلى باقي مقتنيات الجمعية.
في جو من التكتم, ظلت مزرعة الرجل غارقة في الظلمة بين الأشجار الضخمة الكثيفة المحيطة بها, كما لو أن أحداً لم ير أبداً أشجاراً كهذه مزروعة. كان رجلاً غريباً كما سمعت من أمي, فالسنة التي وصل فيها إلى ناحيتنا, كانت سنة اجتياح الانفلونزا الإسبانية لنا. وصل إلى هنا في حالة من التوجس والجفول من الناس, ليشتري مزرعة ليتحصّن فيها, لائذا بالدار في وسطها
لم يكن يدري الملك التايلاندي راما الثاني الذي يمثل روح أو أحد أرواح المستنير (بوذا), عندما فوّض البرتغاليين عام 1518 بالتنقيب عن النحاس في إحدى الجزر التابعة لمملكته, أنه وضع تايلاند وتحديداً جزيرة بوكيت الغنية بالنحاس على خريطة العالم لاحقاً كإحدى أجمل بقاع الدنيا التي يقصدها السياح على مدار السنة, وهي تمثل نصف مساحة سنغافورة وضعفها من حيث المتعة والمناظر الجميلة, وجزيرة بوكيت يمكن تشبيهها بالابن البار الذي انفصل عن أمه بفعل العوامل الطبيعية قبل 500 عام