العدد (496) - اصدار (3-2000)

المئذنة عبدالودود سيف

شعر لاشيء يشبه موجَ هذا البحر, غيرَ ضفافه الجذلى وغيرَ بريق قبلتِك, الوحيدةِ, إذْ تُمايلُ خطوَها.. أنى مَشيتْ فاطبعْ بفمّ البحرِ أوّل بسمةٍ, وارجعْ إلى حيثُ ابتديتْ لكأن صوتَ البحر ترنيمُ الحنينِ, إذا انتشى صلّى ورتّلَ في غموض بهائه

صراعات غابة الحق جابر عصفور

الشكل الأول للتوتر السردي في رواية (غابة الحق) التي استهل بها فرانسيس فتح الله المراش (1839-1874) مسيرة الرواية العربية هو شكل مبعثه تصادم التقدم الصناعي والإيمان الروحي, في سياق يمكن أن يقابل بين الروح والبدن, العلم والدين, امتلاك الطبيعة والسيطرة عليها مقابل الشعور بها والحدس الصوفي بما وراءها, وهو تصادم ينشأ عن ما قد يترتب على تقدم المدنية من عادات سلبية, وما قد ينجم عن ازدهار العلم من شعور بالهيمنة على الكون, ومن ثم تولّد نزعات مادية لا تعبأ بالأديان, أو ألوان من التطرّف الأخلاقي الذي ينجم عمّا يمكن أن تصل إليه الحرية الفردية لو خلت من معنى المسئولية.

ستأكل لأنك جائع محمد إبراهيم الحاج صالح

من بين كل صيّادي السنّارات المتباعدين المنتشرين على الشطّ, نتجاور أنا وهـو, للـمرة الثـالثـة, بلا كلام, وبلا تعابير على الوجه, تنمّ عن تعارف ما, هذه المرة لا يفصلنا إلا الشق العميق المتصل بتلاطم المياه في الأسفل, وإلا الحدبتان الصخريتان, حدبة الصخرة التي أجلس عليها وهي الأقل تكوّراً والأكثر انبساطاً, وحدبة صخرته المدوّرة الملساء وكأن مياه النهر ظلت تشتغل عليها وتحتّها من بدء الخليقة إلى أن اختصّها له وحده,

جلدة البندير مرزاق بقطاش

جغرافية هذا الوجه عرفتها, درستها, تعمّقت فيها منذ مدة طويلة, وإن شئتم التحديد, فأنا متخصص فيها منذ أواخر عام 1963, ولم لا تكون للوجه جغرافية, وتكون لهذه الجغرافية تضاريس ومعالم وحدود وتخوم؟ قبل ذلك, سمعت الشيء الكثير عن هذا الوجه, إلا أنني عجزت عن التوليف بين عناصره المختلفة, لم أستطع وضع أي صورة عنه, كان له وجود, ولم تكن له صورة في مخيلتي ولا في عالم الواقع الذي أتحرك فيه, لكن, جاء اليوم الذي هبط فيه هذا الشيء الغيبي من سمائه, وصار وجهاً حقيقياً وجغرافية ذات معالم ثابتة لا تتحول إلا بفعل الرجات والاهتزازات الباطنية, لكم كرهت حينئذ جغرافية هذا الوجه بعد أن تعيّن علي أن أدرسها دراسة مستفيضة.

العُسْر علي عودة

قصة: جونتر جراس تتبعني إريش. وأنا كذلك لم أصرف نظري عنه. كلانا أمسك السلاح بيده، عازمين على استخدامه، وإصابة أحدنا الآخر. سلاحنا مشحون. اختبرناه عبر تمارين طويلة. وحالاً بعد هذه التمارين كنا نمسك المسدسات النظيفة بعناية، وراح هذا المعدن البارد يسخن ببطء. ومع مرور الزمن بدت مثل هذه المسدسات غير خطرة.