العدد (496) - اصدار (3-2000)

ليس بالكهرباء تُبنى الأبدان محمد المخزنجي

عندما مرر عالم الطب والتشريح الإيطالي لويجي جالفاني تيارا كهربائيا في ساق ضفدعة مقطوعة، وكان ذلك في نهاية القرن الثامن عشر، أي منذ قرابة مائتي عام، أدهشه أن عضلات الساق المقطوعة قد انقبضت مما جعل الساق تتحرك. وكانت دهشة جالفاني تدشينا لاكتشاف عظيم هو الفعالية الكهربائية للنسيج الحي. ولو عاد جالفاني للحياة في أيامنا، فإن دهشته تلك بالتأكيد ستتضاعف إلى حد ربما يجعله من فرط الانفعال، عندما يرى أحد روافد اكتشافه وقد تحول إلى إمبراطورية للكسب غير الحلال عبر أجسام البشر، وبمباركة آلة جبارة للدعاية قوامها قنوات فضائية كاملة، وشبكة ترويج على مستوى العالم، وصفحات تبشير ـ لا تنتهي ـ بالحق الذي يراد به باطل، فالغاية هي الرشاقة والتخسيس، والوسيلة هي أجهزة الكترونية توصف (بالذكاء)! تتوضع أقطابها من الموصلات (اللينة) على هذه العضلة أو تلك، وبضغطة زر يسري في الجلد تيار كهربائي ضعيف يسبب خدرا خفيفا ثم تنطلق موجة من الانقباضات العضلية القاصفة بسرعة 900 انقباضة في 30 دقيقة، أي بمعدل 30 انقباضة قوية في الدقيقة. والنتيجة: عضلة أكبر بوزن أخف مع التخلص من حفنة سعرات حرارية تؤدي إلى إنقاص الوزن.