العدد (496) - اصدار (3-2000)

صلابة حجر .. ورقّة بشر: أكراد العراق إلى أين؟ زكريا عبدالجواد

عدسة: طالب الحسيني فوق سفح جبل "الجودي" كان مهد البشرية الثاني بعد الطوفان. انطلقت من هناك لتعمر شتى بقاع الأرض وعلى سلاسل كردستان الصخرية الصارمة سال الدم بحوراً ليروي أرضها بملاحم عن رابع أكبر قومية في الشرق الأوسط، ذات حضارة عريقة، ودون كيان. إنه الواقع العجيب. واقع شعب طال شموخه قمم جباله، وبقيت أحلامه تلامس قيعان أوديته السحيقة!! (22)

عليك سلام الله في عرفات محمد المنسي قنديل

عدسة: حسين لاري كنا جميعا في ثياب الإحرام، قطعتين من المناشف البيضاء تستران الجسد دون أن يضمهما خيط، زاد بسيط لكل حاج، وحزام من الجلد مبرشم بالمسامير نحمل فيه الحاجات الضرورية للرحلة. يكتسب اللون الأبيض جزءا من قدسية المكان، وعنوانا على المساواة والتوحد بين الجميع، فهذه الخرق البيضاء لا تدع في النفس مكانا للمباهاة أو التكبر، وهي تشبه الأكفان، كأنها تعدنا لتلك الرحلة التي لا مفر منها، أو أنها تبشرنا ببعث يوم القيامة حين ننهض حاملين أكفاننا متحللين من ذنوبنا، وقد فعل ذلك جدي مثل ما فعل آلاف من فقراء المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، حين احتفظ بهذه المناشف البيضاء سنين طويلة، نظيفة ومعطرة بالشيح والزعفران حتى يتكفن بها حين تأتي ساعة الرحيل.