العدد (485) - اصدار (4-1999)

مرفأ الذاكرة أحمد مستجير

كان وداعا قصيرا. قبلني والدي واحتضنتني والدتي تبكي، حملت حقيبتي الصغيرة وخرجت. لم يكن قد مضى على تخرجي من كلية الزراعة سوى بضعة أشهر. لم أكن قد بلغت العشرين. كنا في أوائل أكتوبر 1954. كنت قد عينت بالإصلاح الزراعي في عزبة الفؤادية، قرب قريتنا الصلاحات، دكرنس. وصلت بالأوتوبيس إلى ميت فارس عند بعض أقاربي. أبلغت التفتيش تليفونيا بمكاني. أرسلوا عربة دوكار تقلني إلى الفؤادية. وصلت العربة والشمس توشك على المغيب. ركبت. كان الجو يميل إلى البرودة. ترك الدوكار القرية ومضى يجري بين الحقول