العدد (480) - اصدار (11-1998)
انظروا إليه
حاول أمل دنقل كتابة الشعر على طريقة شعراء "أبوللو" الذين ردوه إلى نماذجهم الشعرية القديمة، ومنها أن الكتب التي كانت متاحة في قريته النائية بأقصى صعيد مصر لم تكن تعرف أشعار رواد حركة الشعر الحر، سواء في مصر أو غيرها من الأقطار العربية. يضاف إلى ذلك أنه، إلى منتصف الخمسينيات، لم تكن حركة الشعر الحر قد فرضت وجودها تماما في مصر بوجه عام، وفي صعيدها المحافظ بوجه خاص، فقد نشر صلاح عبدالصبور ديوانه الأول "الناس في بلادي" سنة 1957
جزيرة منعزلة
ما حدث جدير بجلال لحظة المخاض، انطلق من الجينة الأولى وتسلسل عبر أحقاب عديدة في رحلة أزلية تعاقبت عبر عشرات المراحل التاريخية. الحديقة الغناء، وأقداح الشراب البارد، والنراجيل والطبيعة من حولك، مازالت كلها بصفائها الطفولي تصب ألحانها في كل لحظة بنغمة جديدة
قالت الأزهار يوماً: مات شاعر
تداعت ناتاليا بين ذراعي أمها وبكت هناك طويلا ثم أخذت تنتحب في صمت، لقد قاومت ذرف الدموع لأيام طويلة، محتفظة بها حتى رجوعنا إلى ثنثونتلا، وما إن رأت أمها حتى بدأت تحس بأنها تحتاج إلى من يواسيها. بالرغم من أنها قبل ذلك، وفي قلب الأنباء المرهقة خلال الأيام القاسية، عندما كان لزاما علينا أن ندفن تانيلو في حفرة بأرض تالبا، دون مساعدة من أحد، عندما كنا هي وأنا، نحن الأثنان، وحدنا استجمعنا قوتنا وبدأنا نحفر القبر ونجرف التراب خارجه بأيدينا