العدد (480) - اصدار (11-1998)

50 عاماً .. صراع لم يهدأ المحرر

مرت هذا العام الذكرى الخمسون على اغتصاب إسرائيل لأرض فلسطين ، ولم نضع نحن العرب هذه الفرصة السانحة للبكاء على الأطلال كعادتنا. وإذا كان البكاء يريح المحزونين فإنه بالتأكيد لا يصلح واقعاً ولا يُعبِّد- عمليا- طريقا لمستقبل وكان الأجدى بنا أن نسأل أنفسنا : بعد خمسين عاما من هذه " النكبة" ماذا تعلمنا؟ ومن ثم : ماذا أعددنا من استراتيجيات تجنبنا ضياع ما بقى لدينا من أرض وعرض وغد؟ إنه سؤال تتعدد روافده، ولقد التمسنا في إجابته أصوات اثنى عشر مفكراً عربياً لبوا الدعوة للإجابة

محاصرة السلاح العربي أحمد عباس صالح

قام المشروع الصهيوني منذ مائة عام في ظروف جد مختلفة، وكانت الفكرة القومية سائدة وقوية ومقبولة في المجتمع الدولي، وكان لها الكثير من المبررات الاقتصادية السياسية، وربما كانت الدول الغربية المعنية لا ترى بأسا في التخلص من الجماعات اليهودية في بلادها، فلقد أظهر الانقلاب النازي في ألمانيا إلى أي مدى من الممكن أن ينساق الرجل العادي وراء معاداة السامية، وكيف يمكن أن يستغل السياسيون مثل هذه الانفعالات المريضة إلى أقصى درجة

دروس المواجهة أسامة الغزالي حرب

عندما وقعت النكبة في عام 1948 ، بقيام دولة إسرائيل ، فوق أرض فلسطين ، فإن المشكلة التي ترتبت على تلك النكبة، كانت مزدوجة: فهي- أولا- مشكلة اغتصاب أرض فلسطين، وسلب حقوق شعبها ، فضلا عن طرد نسبة كبيرة منه خارج وطنه. وهي ثانياً : مشكلة التهديد الذي مثله وجود إسرائيل في الوطن العربي، خاصة للأقطار العربية المحيطة بها " مصر وسوريا والأردن ولبنان" وهو ما تجسد فعليا في هزيمة 1967

الدروس كثيرة .. ولكن هل نستفيد ؟ جاسم حمد الصقر

لعل أهم الدروس المستفادة من مرور نصف قرن على النكبة هي : 1- غياب التنسيق والاتفاق والجدية بين بعض الأنظمة العربية وللتدليل على ذلك أورد بعض الوقائع: بعد ولادة الدولة اليهودية عام 1948 وقيام حرب التحرير اتضح انعدام التنسيق العسكري بين الحكومات العربية، وانفراد بعض الأنظمة العربية واتخاذها خطوات أضرت ضرراً بليغاً بالقضية الفلسطينية

آليات الصراع لم تتغير جاسم عبدالعزيز القطامي

منذ 50 عاما لم تتغر آليات الصراع العربي الإسرائيلي، من تصلب صهيوني عنيد مصحوب بوقاحة نتنياهو، ودعم دائم وأبدي من الولايات المتحدة ، يقابله عجز عربي شامل على جميع المستويات ، إضافة إلى سلطة فلسطينية تائهة بين أمواج متلاطمة ، عاجزة عن اتخاذ قرار بين ما هو ثابت وما هو متغير، ولم تجد أمامها غير الشعارات ترفعها في كل مناسبة

غياب الرؤية الاستراتيجية جمال سند السويدي

ربما كان من أهم دروس النكبة عدم وضوع الرؤية الاستراتيجية العربية، فالنظرة الشاملة إلى كل الظروف والعوامل التي أدت إلى تأسيس دولة إسرائيل منذ خمسين عاماً واستمرار احتلالها للأرض العربية طيلة هذه الفترة ، تؤكد أنها لم تتغير كثيراً عبراً مراحل الصراع، بل نجدها الظروف والعوامل ذاتها التي نواجهها اليوم والتي لم يتغير جوهرها وإنما الذي تغير هو الشكل وأساليب التعبير وطرق التطبيق

من النكبة إلى الاسترخاء السياسي السيد ياسين

تعود المثقفون العرب في العقود الأخيرة على استخدام لغة استعارية للدلالة على الأحداث التي تقع في مجال الوطن العربي والمشكلات الجسيمة التي تواجهة الأمة العربية ، من بين ذلك مفهوم النكبة الذي يستخدم للدلالة على الهزيمة العربية في حرب فلسطين عام 1948 ، كما أننا لم نتوان عن ممارسة هذا التقليد بالنسبة لهزيمة 1967 فأسميناها النكسة. بين النكبة والنكسة وقعت أحداث جسيمة وربما كان من أبرز المثقفين العرب الذي أطلقوا مصطلح النكبة على هزيمة 1948 المؤرخ الشهير قسطنطين زريق الذي أصدر كتاب المعروف " معنى النكبة "

التوابع صلاح عيسى

ليست النكبة الحقيقية، هي أن يمر نصف قرن على النكبة من دون أن نزيلها، ولكن أن يمر كل هذا الزمن، من دون أن نتوصل حتى إلى مجرد الاتفاق، حول السبب الرئيسي في حدوثها، وبالتالي إلى تصور مشترك ، حول كيفية التعامل مع نتائجها. ومع التنوع في الرؤى أمر طبيعي ، فإن التباين الشديد في الخطاب النكبوي العربي، وصل إلى حد لا يمكن أن يصدقه عقل، فخلال نصف القرن الذي انقضى، سادت تفسيرات ، تنوعت بين القول بأن ضعف العرب عسكرياً ، أو تبعيتهم سياسياً أو تخلفهم

فلسطين.. عبر خمسين عاما طارق البشري

منذ بدأت المسألة الفلسطينية في المجال العربي، كانت هي جوهر الحركة الوطنية ، وبوجه خاص منذ نشأت الدولة الإسرائيلية على ارض فلسطين، على مدى النصف الثاني من القرن العشرين. والحركة الوطنية فيما أفهم هي حركة تجمع المواطنين لإزاحة وجود أجنبي عن أراضيهم، ولاستخلاص إراداهم السياسية من أن تبقى مكرهة على تحقيق الصالح الاجنبي منصرفة عن تحقيق الصالح الذاتي للجماعة الوطنية

متى نمتلك الإرادة العربية ؟ عبدالعزيز المقالح

كثيرة هي الدروس المستفادة من النكبة ومن زمنها المر، ولكن عدد الذين يحاولون الاستفادة منها عربيا قليل، غير أن بعض هؤلاء يتناقصون كلما تزايدت الأوهام التي تقتحم الساحة العربية من حين إلى آخر فضلاً عن أن معظم توافر لهم الحد الأدنى من القدرة على استيعاب الأحداث والاستفادة منها لا يملكون السلطان الذي يعمل على تحويل أفكارهم ووجهات نظرهم إلى مواقف وأفعال تخفف من الآثار الفاجعة والمتواصلة للنكبة وما استجد بعدها من نكبات قد تكون محصلتها النهائية أقسى وأمر من محصلة النكبة التاريخية

إنها نتاج نكبة عربية أخطر محمد جابر الأنصاري

وقعت نكبة فلسطين عام 1948 والمجتمعات العربية في لحظة تاريخية حرجة كانت أثناءها احوج ما تكون إلى الاستقرار لمواصلة مسيرة التنمية والتطور والتحديث، فأصابت النكبة تطور هذه المجتمعات في مقتل، وذلك بما جلبته مضاعفاتها من عدم استقرار وتقلبات وانقلابات وانجراف نحو التسييس الانفعالي والأيديولوجي قبل أو أن النضج وقبل بلوغ سن الرشد السياسي الذي لا يبلغه أي مجتمع إلا عندما يجتاز الحد الأدنى من بناء المجتمع المدني / الوطني القائم على اندماج العناصر السكانية في بنية مدينية تتجاوز البنى التقليدية من طائفية وعشائرية

الخرائط التي تنقصنا محمد عودة جمعة

بعد 50 سنة من الصراع مع إسرائيل يجب أن ندرك أن أي معركة نخوضها سواء كانت اقتصادية أو سياسية أو عسكرية لابد أن تقوم على خرائط للواقع الذي نواجهه، هذه الخرائط الاساسية لا تزال تنقصنا مع الأسف بعد مرور كل هذه السنوات، مثلا تنقصنا خريطة للمصالح الأمريكية في الوطن العربي، هذه المصالح بلا حدود منها مثلا مشتريات الأسلحة الأمريكية التي يدفعها العرب وكذلك الودائع والاستثمارات العربية الخرافية في الولايات المتحدة والتي تقدر بحوالي تريليون دولار