العدد (722) - اصدار (1-2019)

سؤال الهوية العمرانية للمدينة العربية د. إدريس مقبول

عندما نبني المدينة باعتبارها مجالًا حياتيًا للاجتماع الإنساني فإننا نبني - كما يقول عبد الهادي التازي - «الطبائع، نبني الشخصية، نبني الأخلاق، ولذلك فإن بناء المدينة ليس بالأمر الهين الذي باستطاعتنا أن نقوم به بكل سهولة، إن تخطيط المدينة لا يعني عملًا عشوائيًا مرتجلًا يحتاج لأسبوع، أو لشهر أو لسنة، ولكنه عمل يحتاج لدراسة مستقبل الأيام».

الهندسة المعمارية الإسلامية الإبداع والعِلم د. خالد عزب

تقدَّمت العمارة كعلمٍ ومهنةٍ في الحضارة الإسلامية، والنَّاظرُ إلى تراث العمارة الإسلامية من الصين إلى الأندلس، يدهشه بناؤها وهندستُها، وهو دليل على أن وراء هذه العمارة علمًا وخبرة ومعرفة تراكمية، تستوجب علينا التأمل والإدراك. من هنا لا بد أن ننطلق من تعريف العلماء المسلمين لعلم الهندسة، فهي عندهم: «علم تُعرف به أحوال المقادير ولواحقها وأوضاع بعضها عند بعض، ونسبها وخواص أشكالها، والطرق إلى ما عمل ما سبيله أن يعمل بها، واستخراجه بالبراهين اليقينية. وموضوعه المقادير المطلقة، أعني الجسم التعليمي والسطح والخط ولواحقها من الزاوية والنقطة والشكل».