العدد (672) - اصدار (11-2014)

الهويةُ مفتاحُ السَّرد فهد حسين

كانت بذور حالة الإبداع والكتابة عند الروائي البحريني فريد رمضان منثورة في تربة خصبة تسقى بماء فكره ومتخيله منذ الطفولة، وحين كانت هذه البذور بحاجة إلى نبش الأرض ليعرف المتلقي مكامنها أقدم عليها فريد رمضان، لتأتي هذه الحالة متعددة المواهب الإبداعية والفنية، القابضة على مفاصل التجربة، القادرة على تحديد مسار الكتابة في ما بعد في الجنس الأدبي والموضوعات المطروحة.

فريد رمضان السيناريست... فيلم «البشارة» نموذجاً فهد توفيق الهندال

في كتابه «سرد المدن في الرواية والسينما» يذكر الناقد السعودي سعد البازعي أن فن الرواية لم يكن ممكناً ظهوره دون أن تتطور الحياة المدنية، والسينما فن آخر لم يكن ممكناً ظهوره دون أن تتطور الحياة المدنية والرواية معاً، معللاً ذلك بأن كلا الفنين احتاج بطبيعة الحال إلى عناصر أخرى غير هذه لكي يتطور، لكن من المشروع بل والمفيد – كما يرى البازعي – أن ننظر إلى كليهما من الزاوية المقترحة، لأنها تفتح إمكانات أوسع لتفسير ظهور الفنين وتطورهما على النحو الذي شهدته ثقافات العالم. الأمر الذي أوجد علاقة بين الرواية والمدينة من جهة، وعلاقة بين المدينة والسينما من جهة أخرى، لتجتمع كل العلاقات المرتبطة بين الفنون جميعا مشكلة/مستدلة لاتجاهات وطبيعة المجتمع الحاضن لها.