العدد (243) - اصدار (12-2012)

عُلومٌ مسليّةٌ.. كَميّة المطرِ: قصة: د. حسان عبدالباسط الجودي حسان عبدالباسط الجودي

أَلْصَقتْ نَايا وَجْهَهَا بزجاجِ النَّافذةُ، وَهي تُرَاقبُ الأَمطارَ الغَزيرَةَ تغسلُ الهواءَ والأَشْجَارَ والطُّرُقَاتِ. ثمَّ قالتْ: ما رأيُكَ أَنْ نُعَبِّئَ الأَمْطَارَ الْهَاطلةَ في زُجَاجاتِ مياهِ الشُّرْبِ، لنشرَبَ مِنْها. ضحكتُ بسعَادةٍ لهذه الأَفكارِ الطُّفوليَّةِ وطَلبْتُ مِنْهَا أن تَخمّنَ كَْم مِنْ الزُّجَاجَاتِ يَلْزمُ لتعبئةِ الأمطَارِ السَّاقِطةِ فَوْقَ المدينةِ مُنذ الصَّباحِ. أَجَابَتْ بِبَراءَةٍ: أَعتقدُ أنَّ خَمْسينَ زُجَاجَةٍ سَتكون كافيةً. ضحكتُ من جَديدٍ، وقلتُ لَها، اضْربي هذا الرَّقمْ بالملايين وستَحْصُلينَ على عددِ الزُّجَاجاتِ التَّقْريبي الذي يتَّسِعُ لكلِّ الأَمْطارِ المُتَساقِطَةِ

قَلمٌ عَجِيبٌ في مَحْفَظَتي! عبدالرحيم شراك

لَمَحْتُ المعلِّمَ قادمًا مِنْ بعيدٍ بينما أنا جالسٌ في القسمِ، كانَ يبدو مبتسمًا ونَشيطًا كعادتِهِ في هذا الصبَاحِ. كنتُ متشوِّقًا جدًا للدَّرْسِ الجديدِ في مادةِ اللغةِ العربيةِ، فهي خيرُ ما سنَبْدَأُ بِهِ هذا اليَومَ. لذلك قمتُ بإخراجِ الكِتَابِ من المَحْفَظَةِ (الحقيبةِ) رَيثما يَصلُ مُعلمنا إلى القِسم، فإذا بي أجِدُ قلمًا جميلاً وغريبًا فيها! كانَ مزَخْرَفًا بِعدّةِ ألوانٍ متناسقَةٍ وجَذَّابةٍ. جرَّبتُ استعمالَهُ فإذا بِهِ يكتبُ بعدّةِ ألوانٍ أيضًا، وعندما نظرتُ إلى السِعْر المَكتوبِ عليهِ! وجدتُهُ يفوقُ مَصْروفي الأسبوعيّ!

الصَّدَفَةُ والْبَحْر ندى سلامة

في صَبَاحِ يومٍ مشرِقٍ مِنْ أيَّامِ الصَّيْفِ الجَميلةِ، قاَلَ والدي لأمِّي: «ما رأيُكِ يا عَزيزَتي لَوْ نأْخُذ لَميْسَ وجِهادَ في نُزْهةٍ إلى البَحْرِ اليومَ؟». «فِكْرَةٌ رَائعَةٌ! سيكونُ يَوْمًا مُمْتِعًا لَهُما» قالت أمّي. ثمّ ناَدَتْ لميس لِتُساعِدَها في إعْدادِ العدّةِ للنُزْهَةِ مِنْ ثيابٍ وألْعَابٍ وطَعَامٍ. وَبَعْدَ ساعةٍ من المَسيرِ وَصَلْنَا إلى البَحْرِ، فوقفتْ لميسُ قُبالَتَه تُسرِّحُ النَّظرَ في مَسَاحتِهِ الشَّاسِعةِ ثُمَّ هَتَفَتْ: «يا الله! ما أجملَ البحرَ وما أنْقَى صَفْحتَه البللُوريَّةِ الزَّرْقَاءِ!»

مُغَامراتُ عُرْفِ الدِّيك.. مَاءُ الْعَجَائِبِ لطيفة بطي

وَصَلَ «عُرْفُ الدِّيكِ» إلى المَدينةِ مُمْتَطِيًا فَرَسَهُ. بَاحِثًا عَنْ مَكَانٍ لِيَسْتريحَ وحِصَانَهُ فيهِ وَيَتناوَلانِ الطَّعامَ وَيَشْرِبَانِ الْمَاءَ. كانَتِ الْمَدينةُ هَادِئَةً جِدَّا. قَطَعَ فيها طُرُقًا طَويلةً ومَرَّ ببيوتٍ كثيرةٍ دوْنَ أنْ يَرى أَوْ يَلْمَحَ أَحَدًا. أَوْ يَسْمَعَ صَوْتًا واحِدًا. حَتَّى لَوْ كانَ لِطِفْلٍ يَبْكِي أَوْ طَيْرٍ يُغرِّد...! - هَلْ هيَ مَدِينةُ أَمْواتٍ...؟! نَزَلَ عَنْ حِصَانِهِ وَطَرَقَ أحَدَ أَبْوابِ المنَازلِ. لكنَّ أحَدًا لَمْ يَفْتحْ لَهُ. وَبدا أَنْ لا أَحَدَ بالدَّاخِلِ وإلاّ لانْزَعَجَ مِنْ طَرْق البابِ الشَّديدِ، ورُبَّما رَشَقَهُ بماءٍ باردٍ يُطْفِئُ حَرارَةِ عَطَشِهِ!

اَلنِّـمْـسُ.. اْللاَّعِـبُ الْماهِـرُ! العربي بنجلون

- كُنَا في نادي الْحَيِّ نَلْعَبُ كُرَةَ السّلَّةِ، فَنَتَقاذَفُها مِنْ يَدٍ إلى يَدٍ في سُرورٍ كَبيرٍ. لَكِنَّنا لا نَعْرِفُ كَيْفَ كانَ صَديقُنا عُمَرُ تَأْتيهِ الْكُرَةُ بِسُهولَةٍ، فَيُراوِغُ هذا وذاكَ بِحَرَكاتٍ خَفيفَةٍ، ثُمَّ يُسَجِّلُ الْهَدَفَ تِلْوَ الْهَدَفِ، حَتَّى أنْهَيْنا مُباراتَنا بِحَصيلَةٍ ثَقيلَةٍ مِنَ الأَهْدافِ! - وعِنْدَما انْصَرَفْنا خارِجينَ، قالَ لَهُ المُدَرِّبُ بِفَخْرٍ: رَأْسٌ وأَيُّ رَأْسٍ، أَيُّها النِّمْسُ! - تَعَجَّبْنا مِنْ هذا الْوَصْفِ الَّذي أطْلَقَهُ الْمُدَرِّبُ على صَديقِنا عُمَرَ، فَتَقَدَّمْنا مِنْهُ، وسَأَلْناهُ مُتَعَجِّبينَ: لِماذا تَصِفُ صَديقَنا بِالنِّمْسِ، كُلَّما سَجَّلَ أهْدافًا؟!