العدد (190) - اصدار (7-2008)
«لن أنسى ما حييت ذلك اليوم الجميل من شهر مارس 1999، كنت آنذاك أدرس بالسنة الثانية من الصف الإعدادي وعمري لا يتعدى ثلاث عشرة سنة ، حينما دخلت علينا مديرة المدرسة حجرة الدراسة باسمة ، وبعد وقوفنا إجلالا واحتراما لها كما دأبنا على ذلك دوما، استأذَنَت المديرة أستاذ التربية التشكيلية في إيقاف أنشطة الحصة، وتوجهت إلىّ وبيدها ظرف أبيض من الحجم الكبير
كان يومًا ممطرًا، استيقظتُ على صوتِ الرعدِ وهطولِ الأمطارِ. تهيأتُ للذهابِ إلى المدرسةِ كعادتي كل صباحٍ آملاً في أن يهدأ المطرُ. نصحتني أمي ألا أخرج الآن، نظرتُُ من النافذةِ، الشارع كالنهرِ، المارّة يركضون، رأيت رفيقي سميح راكضًا أيضًا. أخبرتُ أمي بذلك، قالت لي: إذا أردت الخروج فعليك أن تنتبه. خرجتُ حاملاً شمسيةً، وصلتُ إلى المدرسةِ، نصف طلاب صفّي غائبون
عاشَ في بلادِ الهند أحد الملوك المتعجرفين وكان شغوفًا بسماع الحكايات وفي كل يوم يطلب إحضار الناسِ إلى قصره ويطلب إلى أحدهم أن يحكي له حكاية ما، على ألا تكون مكررةً أو يكون الملك يعرفها من قبل وإلا كان السجنُ مصير الذي يحكي الحكاية، تشاءم الناس كثيرًا وظلوا يدونون الحكايات التي حكوها للملك حتى لا يعودوا لسردها من جديد فيكون السجن مصيرهم
كان عمر يفضلُّ هوايةَ «صيد السمكِ» وقراءةَ «الكتب العلمية» التي تدرَّس أنواعًا من الحيواناتِ البرمائيةِ، والجُزرِ والصخورِ والرمالِ، لكنه لم يشغل عقلَه إلا بحالة صديقه سعد، التي تدل على سرٍّ ما، لا يعرفه حتى أبواه!