العدد (155) - اصدار (8-2005)
في حديقة المدرسة اجتمع الأطفال حول المعلمة وكأنهم باقة من الأزهار بملابسهم زاهية الألوان, وقالت المعلمة: اليوم سنتبادل الأدوار أنتم تحكون وأنا أستمع ما رأيكم? سر الأطفال وتبادلوا الهمسات بينهم وقالت المعلمة: هيا احك ياراشد. فرح راشد وحكى: اشترى أبي لنا بالونات كثيرة (زين!) وقال إنها منفوخة بغاز... بغاز... - لم يتذكر راشد ما قال أبوه - فساعدته المعلمة: غاز الهيليوم يا راشد... وتابع راشد حكايته
بدأ الراوي الشيخ يحكي لأحفاده القصة الجديدة, التي وعدهم بها, فقال: كان ياما كان, كان في قديمِ الزَّمانِ, وسَالِفٍ العصرِ والأوان. كان ملكٌ عادلٌ كريمٌ مشهورٌ بالسَّخاءِ والرأفةِ بقومِهِ, ولكنه كان يعاني من ثلاثِ إعاقاتٍ ونقصٍ في بعضِ أعضاءِ جسدِهِ. وهنا سألَ أحدُ الأحفادِ جدَّهُ الراوي الشيخ قائلاً: وما الإعاقاتُ الثلاثُ التي كان يعاني منها هذا الملكُ العادلُ الكريمُ المشهورُ بالسَّخاءِ والرأفةِ يا جدِّي?
إن بطل قصتنا هو (تيميموتو) وهو اسم عجيب لطفل فعلاً عجيب, وذلك لأن قامته لا تتعدى خمسة سنتيمترات إذا قمنا بقياسه من أعلى رأسه إلى أخمص قدميه, فهل تخيلت حجم هذا الطفل? إنه صغير.. صغير جدًا, وإذا أردت أن تراه لابد أن تنحني على ركبتيكَ كي تراه, لأنه أصغر طفل في العالم
يبدو أن منظر (علاء) كان غريبًا للغاية وهو يوشك على الاختناق تحت كومة هائلة من الأوراق التي احتشدت بين جبلين من الكتب على مكتبه, بينما راح هو يحك جبهته مرارًا, ويعقد حاجبيه مرات أكثر كأنه يحاول التفكير في الخروج من مأزق خطير, حتى أن انهماكه في التفكير جعله لا يفطن إلى دخول جده حجرته منذ دقائق دون أن يشعر به بالمرة, ولا حتى عندما جلس أمامه على المقعد المواجه للمكتب. وأخيرًا قال الجد في لهجة هادئة وهو يبتسم