العدد (221) - اصدار (2-2011)
جلسَ الجدُّ صالح مع أحفادِهِ سلمان وعثمان وريان ومي وسارة وحنان وهم يتحاورون في المزرعةِ لوضعِ خطةٍ تمكّنهم من تنسيقِ وقتِهم بعد انتهاءِ عطلة الربيعِ وبداية الفصلِ الدراسي الثاني بشكلٍ يستفيدُ منه الجميعُ. فقال الجدُّ: أريدُ أن أستمع إلى آرائكم في كيفيةِ تنظيمِ وقتكم خاصةً ونحن مقبلون على مرحلةٍ دراسيةٍ يجب عليكم الجد والاجتهاد فيها، وأيضًا لا ننسى وقتَ اللعبِ والمرحِ في الوقتِ نفسِه حتى تشعروا بالموازنةِ والراحةِ النفسيةِ والرضا
أميّة ابنةٌ نبيهةٌ جدًا ومجتهدةٌ، تذهبُ إلى المدرسةِ مع شقيقتِها فائزة برفقةِ والدتهما التي كانت معلّمةً في تلك المدرسةِ. أمية ترجو أمها وأباها كلَّ صباح لأخذ بعض الدراهم، عكس فائزة التي لا تطلب منهما أيّ درهم. وكانت الأمُّ وفي بعض الأيامِ تسأل أميّةَ ماذا اشترت، فكانت أمية تبتسمُ ولا تقول شيئًا. عندما يعودان مع أمهما من المدرسةِ كلَّ يومٍ، كانت أميّة تبتعدُ عن أمِها وأختِها ثم تعودُ راكضةً إليهما ويدخلن المنزلَ، تسألها أمُّها لماذا تتأخرين؟ وأين تذهبين كلَّ يوم عندما نعود إلى البيتِ؟ فكانت أمية تبتسمُ ولا تقول شيئًا
في الزمنِ البعيدِ خلفَ السهولِ، كانت تختفي غابةٌ غامضةٌ مليئةٌ بالأشجارِ، ولا تُسمع في هذه الغابةِ إلا مواء القططِ ميو.. ميو.. لأنه في هذه الغابةِ لا يسكن إلا القططُ، قططٌ بيضاءٌ وقططٌ سوداءٌ وأخرى مرقّطةٌ، قططٌ صغيرةٌ وأخرى كبيرةٌ. كل القططِ كانت متعاونةً، فالقطط الكبيرة تعتني بالصغيرةِ، وتحضر لها الطعام، وتعلّمها حسن السلوكِ، كانت القططُ تعيشُ بسعادةٍ في هذه الغابةِ وبنظامٍ رائعٍ، فقد قسّمت جدةُ القططِ الطعامَ بالتساوي، وقسّمت القطط بحسبِ عملها. فالمجموعةُ الأولى تحرسُ الغابةَ، والمجموعةُ الثانيةُ تعتني بالصغارِ، والمجموعةُ الثالثةُ مسئولةً عن الطعامِ
في صباح ذات يوم جاء ضابط من جيش الاحتلال إلى شجرة البرتقال. نظر اليها باشمئزاز وقطب جبينه ووضع يديه على خاصرته وقال للشجرة بصوت آمر: أيتها الشجرة أنزلي لي برتقالا. فأجابت الشجرة: كلا.. لن أعطيك أي برتقالة من برتقالاتي. تساءل الضابط غاضبا: لماذا؟ أجابت الشجرة: إن أثماري والأرض التي أعيش عليها ملك ذلك الفلاح الذي يعيش هناك في ذلك البيت. فهو الذي زرعني وسقاني الماء واعتنى بي أعواما طوالا بصيفها وشتائها