العدد (228) - اصدار (9-2011)

نيبالُ.. بَلَدُ الْجِبالِ الْعِمْلاقَةِ!.. قصة: العربي بنجلون العربي بنجلون

حينَ كُنْتُ أسيرُ مَساءً في أزِقَّةِ مَدينَةِ فاسٍ الضَّيِّقَةِ، أوْقَفَني كُتَيِّبٌ مَوْضوعٌ على رَفٍّ في إحْدى الْمَكْتَباتِ، عُنْوانُهُ “الرَّحّالةُ الصّغيرُ”. كانَ مَطْبوعاً بِاللَّوْنَيْنِ الأبْيَضِ والأسْوَدِ على وَرَقٍ بالٍ أصْفَرَ، ومِنْ دونِ أيِّ ذِكْرٍ لاسْمِ الْمُؤَلِّفِ، ولا لِلْمَطْبَعَةِ ومَكانِها، أوِْ تاريخِ الطَّبْعِ..! مَدَدْتُ يَدي إلى الْكُتَيِّبِ، أتَصَفَّحُهُ بِعَيْنَيْنِ ذاهِلَتَيْنِ، صَفْحَةً صَفْحَةً، ويَدايَ تَرْتَعِشانِ، كأنَّني أُحِسُّ بِبَرْدٍ قارِسٍ، إلى أنْ أثارَتْني جُمْلَةٌ، مَكْتوبَةٌ بِالْخَطِّ الْعَريضِ: خُذْني مِنْ فَضْلِكَ، ولاتَتْرُكْني عُرْضَةً لِلْغُبارِ والْوَسَخِ، اللَّذَيْنِ يَتَراكَمانِ عَلَيَّ في هَذِهِ الْمَكْتَبَةِ الْقَديـمَةِ!

تَاجُ المَلِكِِِ وَالنَّحْلَةُ المَغْرُوْرَةُ سريعة سليم حديد

ازدَادَت شِدَّةُ الرِّيَاحِ, وَنَبتَةُ الصبَّارِ غَيرُ مُهتَمَّةٍ بِهَا, وَقَد تَطَايَرَت مِن حَولِِهَا أَورَاقُ الأَشجَارِ الجَافَّةُ, وَالقَشُ, والعِيدَان. لَكِنَّ نَحلَةً صَغِيرَةً, دَفَعَتهَا الرِّيَاحُ بِشِدَّةٍ, مِمَّا َأَتعَبَ جَنَاحَيهَا, فارتَمَت على الأرضِ, قَفَزَت بِسُرعَةٍ نَحوَ وَرَقَةِ لَيمُونٍ مُنحَنِيَةٍ جَافَّةٍ, دَخَلَت فِِي تَجوِيفِهَا إِلى أَن هَدَأَتِ الرِّيَاحُ. عِندَمَا خَرَجَتِ النَّحلَةُ, هَمَّت بِالطَّيَرَانِ بَعِيدَاً, اِستَوقَفَتهَا الصبَّارَةُ قَائِلَةً: إِلى أينَ؟

لماذا ذيل الأوبوسوم عارٍ؟ ناصر محمد الكندري

في إحدى المرات كان الأوبوسوم جائعا جدا واشتهى أن يأكل من ثمار الكاكا ولكنه كان حيوانًا كسولاً جدا، ولجوعه الشديد اضطر للذهاب للبحث عن الطعام بعدما بدأت بطنه بالقرقرة، وفي الطريق تقابل مع الأرنب. وكان الأوبوسوم والأرنب صديقين حيث إن الأوبوسوم لم يكن يزعج ويضايق الأرنب بداً ثم جلسا على ناصية الطريق وبدآ بالحديث عن أشياء كثيرة. وأخبر الأوبوسوم الأرنب عن جوعه الشديد وحاجته إلى الطعام فأجابه الأرنب بأنه يعرف مكانًا ما حيث يستطيع الأوبوسوم أن يشبع جوعه

ماذا يحدث تحت سريري؟ سناء شبّاني

كان قلب بشّار يخفق بقوة. تثاءب من شدّة النّعاس ثمّ تقلّب في سريره محاولًا أن يبقى مُستيقظًا. ماذا لو غفا وخرج الوحش من تحت سريره ؟ شعر بالحرّ وبدأ العرق ينزل على خدّيه وبعد ذلك شعر بالبرد الشديد وأخذ جسمه يرجف. سحب الغطاء الصوفي ليغطّي كتفيه ورأسه وبدأت أسنانه تصطكّ كلك كلك كلك كلك. كأنّه سمع حركة تحت سريره. تخيّل أن الوحش سيخرج بين لحظة وأخرى. أخرج رأسه بحذر من تحت الغطاء وحدّق جيّدًا بطرف سريره. كان ضوء المصباح خفيفًا فضغط زره لينيره أكثر وصرخ بكل قوّته: ماما! بابا!

أصدقاء الكرة سامر الشمالي

سقطت الكرة من شاحنة الألعاب، ثم تدحرجت إلى الوادي، فرأت عصفورًا يقف على غصن شجرة، فقفزت نحوه قائلة: صباح الخير يا صديقي. فَرَدَ العصفور جناحيه، وحطَّ قرب الكرة، ونظر باستخفاف إليها، ثم قال: لدي مجموعة كبيرة من الأصدقاء العصافير الذين يطيرون معي. قالت الكرة، وهي تقفز عاليًا: هاأنذا أطير مثلك. قال العصفور، وهو يفرد جناحيه: الطيران يختلف عن القفز. ثم حلق العصفور عاليًا، تاركًا الكرة في حالة من الذهول