العدد (558) - اصدار (5-2005)

البرتقالة المضيئة! علي السبتي

قال لي: أثمر البرتقال قلت: من بعد ما أثمر الهجر. والشعر آذن بالارتحال! والمكان غدا مرتعًا للنّمال بعد أن كان بستان حُبٍّ ترقّص أغصانَه نسمات الشمال

أكثر من أي وقت مضى حسن خضر

القدمُ اليُمْنَى المليئةُ بالشرايين تنزفُ فوقَ خريطةِ العالمِ والموتى يُرْهِفُونَ السَّمعَ الآنَ أكثرَ مِنْ أيِّ وقتٍ مَضَى جُثثهم التي تتراكمُ سوفَ تصنعُ تَلاًً من الأرواحِ

طائر المدينة محمد عزالدين التازي

شوارع لا يمر فيها أحد, وعمارات خالية من السكان. ساحة للفراغ, صارت خارج الوقت والمكان, تعبرها من حين لآخر نساء ملثمات يرتدين الجلابيب السوداء, عبورا كأنه يتم في أوهام المدينة أو خيالاتها أو في ذاكرة من عاشوا فيها قبل هذا الزمان, فلعلهن النادبات. طيور محنطة محمولة على أصابع من حديد وعيونها البلورية تنظر إلى فراغ المدينة. كُتُبٌ يعلوها غبار وصفحاتها مفتوحة وهي تنظر إلى الشمس والربيع

نوافير في المطر (قصة مترجمة) كامل يوسف حسين

غمر التعب الفتى من جراء التجوال تحت المطر, مصطحبا معه هذه الفتاة, التي ما كانت لتكف عن البكاء, والتي أثقلته كأنها شيكارة رمل. كان قد أبلغها قبل لحظات, في مقهى بمبنى مارونوتشي, بأن كل شيء قد انتهى بينهما. وكانت تلك هي المرة الأولى في حياته التي أبلغ فيها فتاة بإنهاء صلته بها. وقد كان هذا شيئا طالما داعب خياله, والآن ها هو ذا قد أصبح واقعا

المعطف (قصة × صفحة) وفاء خرما

قبيل العيد, إلحاح تطاردني به أختي لأؤجل السفر إلى الوطن وأقضي العيد بينهم, وأنا جزء من قلبي يهفو إلى البقاء معها في نيويورك السابحة بأضوائها وزيناتها الساحرة, وآخر يهفو إلى طي الأيام القليلة الباقية, وإلى استباق المسافات البعيدة ليحط في رحاب الوطن. تأخذنا - أنا وهي - حمى التردد على الأسواق لاستكمال شراء الهدايا للأحبة والأصدقاء, تكتظ الحقائب بما نقذفه فيها في غدونا ورواحنا