العدد (536) - اصدار (7-2003)

مثال آخر على أمانة العرب العلمية.. الحيوان بين أرسطو والجاحظ سامح كريم

إذا كان لكل إبحار في التراث القديم عربيا كان أم أجنبيا, من هدف لحياتنا المعاصرة, فإن الهدف من دراستنا المختصرة للحيوان بين فيلسوف اليونان أو المعلم الأول أرسطو, وكاتب العرب الجاحظ, هو تتبع مسيرة الجهد الفكري المبذول في دراسة واحدة لباحثين كبيرين, أحدهما يمثل الحضارة الأوربية في أوج عظمتها, والثاني أديب يمثل الحضارة العربية في كمال نضجها, لنتأمل معا كيف تعامل أرسطو كعالم ومفكر مع هذه المادة? وكيف تناولها من بعده الجاحظ بأمانة كأديب وناقد, فاستوعبها, وهضمها واتخذ منها موقفا انتقاديا, فرفض أغلبها واتفق مع أقلها, وصاغ بنيانا فكريا يرجع إليه الباحثون?

وحشية محاكم التفتيش د. عادل زيتون

يرى معظم المؤرخين أن (محاكم التفتيش) تعد صفحة سوداء في التاريخ الأوربي, وذلك نتيجة لما قامت به من أعمال اتسمت, في معظمها, بالقسوة والوحشية. وعلى الرغم من أن الأهداف المعلنة لهذه المحاكم كانت حماية المسيحية الكاثوليكية وأتباعها من الهرطقات التي انتشرت في المجتمع الغربي في العصور الوسطى, فإن الأساليب التي استخدمتها كانت تتناقض مع روح المسيحية ورسالتها القائمة على المحبة والسلام