العدد (507) - اصدار (2-2001)
مرفأ الذاكرة
يمنى العيد
لا أدري لماذا تبحر بي الذاكرة دائماً إلى ذاك المرفأ هناك حيث كان بيتنا على الطرف الجنوبي من مدينة صيدا القديمة، حيث ولدت وأمضيت سنوات طفولتي، قريباً من البحر. كلما سئلت عن أمر يتعلق بحياتي، بما هو ناتئ في سيرتي وحاضر في ذاكرتي، يتقدم عالم ذاك المكان القديم، تتشكل صوره بسرعة فائقة، كما الخطوط والحروف على شاشة الكمبيوتر، كما الشريط المنفلت من آلية ضوابطه. تعود إليَّ معالم سكان دارتنا الكبيرة: وجوههم وما انحفر عليها من تعابير، تحركاتهم وهم يدفنون في زوايا الأمكنة حكاياتهم