العدد (501) - اصدار (8-2000)

عزيزي القارئ المحرر

يكتمل هذا الشهر عقد كامل من الزمن منذ أن قام النظام العراقي بغزو الكويت، عقد كامل تغيرت فيه معالم الكون وموازينه ولم يتغير إلا القليل في عالمنا العربي الذي مازال يتمسك، بعناد، بأذيال الزمن الغارب. بعض الأنظمة ـ وعلى رأسها النظام العراقي الحاكم ـ مازالت تتعامل مع شعوبها وفق تقاليد البطش المستمدة من ظلمات العصور الوسطى، وبعض المفكرين مازال يبكي على أطلال الماضي، والجميع لا يدرون ماذا يحمل الزمن القادم في طياته، فأين نحن الآن؟

لقاء العربي رئيس التحرير

الحديث مع الشيخ صباح الأحمد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية ليس حديثا عاديا، فهو يعد بحق شاهدا على فترة طويلة من الزمن العربي تولى فيها المسئولية وكان دائما في بؤرة أحداثها، لا على المستوى المحلي فقط، ولكن على المستويين العربي والدولي أىضا. ووسط هذه الأحداث المضطربة كان هو دوما صوت العقل الذي يغلب الحكمة على الانفعال الوقتي، وينظر إلى العلاقات السياسية والإنسانية بعواقبها المستقبلية وليس بمعطياتها الآنية

معرض العربي عبود عطية

شهد منتصف القرن الخامس عشر تطورين بالغي الأهمية على صعيد فن الرسم: اكتشاف التلوين الزيتي وبدايات استعماله بدلا من مادة "التامبرا" التي كانت تستخدم البيض لتذويب الألوان، وبدايات هوس الملوك والنبلاء برسم صورهم الشخصية. ومن الرسام أنطونيللو دي ميسينا الذي كان الأشهر بلا منازع في كل إيطاليا الشمالية خلال القرن المذكور، وصلنا حوالي عشر صور شخصية "بورتريه"، تعتبر صورة "الكوندوتييري" أفضلها على الإطلاق، لا بل أفضل صورة شخصية رسمت طوال القرن الخامس عشر

واحة العربي محمد مستجاب

ورد لفظ البئر مرة واحدة في القرآن الكريم فكأيِّن من قرية أهلكناها وهي ظالمة فهي خاوية على عروشها وبئر معطلة وقصر مَشيد الآية 45 من سورة الحج، والبئر المعطلة رمز قوي للخراب والعقم وبؤس الحياة، وفي واحة كركر ـ غرب أسوان في الجنوب المصري ـ بئر معطلة لها عمق مظلم أصابني بالدوار، وتشير بقايا لافتة باللغة الإنجليزية ـ على حافة هذه البئر ـ بعدم استعمال مائها مما يعني أنها خضعت ـ ذات عصر ـ لنوع من السموم كانت القوات البريطانية المحتلة تلقي بها في آبار يحتمل أن تصبح تحت يد الأعداء

إلى أن نلتقي ياسر الفهد

إذا ألقينا نظرة عجلى على ما ينشر من أدبيات عربية، في الصحافة والكتب، يتبين لنا أن حصة التحذير من الغزو الإعلامي والثقافي الأجنبي، تشغل حيزاً مهما فيها. فهي دائما تدق نواقيس الخطر، وتقرع طبول الخوف من التأثيرات الخارجية الهدامة في أفكارنا ومبادئنا وتقاليدنا. ويبدو لي أن هذه المخاوف مبالغ فيها. وإذا شبهنا هذا الوضع بحالة الجسم البشري، نجد أن هذا الجسم يستطيع أن يقاوم أي غزو فيروسي، عندما يكون منيعاً ومحصناً

جمال العربية فاروق شوشة

كان المنفى الإسباني الذي فرض على أحمد شوقي عند قيام الحرب العالمية الأولى سنة 1914 نقطة التحوّل الكبرى في حياته الشعرية، وفرصته للخلاص والتطهير. هاهو ذا الشاعر الذي أطلق على نفسه شاعر الأمير: شاعرُ الأمير وما بالقليل ذا اللقبُ والذي أطلق عليه الناس شاعر القصر، يُنفى بأمر الاستعمار الإنجليزي خارج وطنه، لشبهة ارتباطه الحميم بعباس حلمي الثاني، خديو مصر الذي خلعه الإنجليز عند نشوب الحرب خشية ولائه لتركيا التي وقفت في المحور المعادي لإنجلترا