العدد (495) - اصدار (2-2000)

تأملات في ماء مالح أحمد مستجير

هل يمكن أن يمنحنا البحر أرزا وقمحا؟ سؤال يبدو كالمزحة، لكنه جاد وخطير، وإجابته المفاجأة هنا. للطريق الصحراوي الذي يصل ما بين القاهرة والإسكندرية فضل كبير عليّ. أجلس في السيارة في هذا الطريق فتنطلق خيالاتي. إذا كنت في الصباح الباكر فقد أشهد الضباب يلف الطريق ويحجب كل شيء. وإذا ما انقشع الضباب تأملت ـ أنا الريفي ـ الصحراء وقد بدأت الخضرة تتسلل إليها. حتى أن أصل قرب الإسكندرية، فأشهد تلك المساحات الشاسعة من المياه المالحة الضحلة تمتلئ بنباتات الغاب (البوص أو الحجنة). مرة توقفت عندها ونزلت أتفرج وأتأمل. كان الكثير منها مثمراً. لكن أية فائدة لنا ترجى من هذي الثمار، هذا نبات من النجيليات يتحمل الحياة في الماء المالح، ويثمر. آه لو كانت حبوبه تؤكل! أو تصلح حتى لغذاء الحيوان! وجدت لنفسي مكاناً جلست فيه، وسرح فكري بعيداً.

غذاء ودواء من البحر رجب سعد السيد

بعد أن عرفنا أن مياه البحر يمكن أن تروي حقولاً للأرز والقمح، ها هو مقال يحدثنا عن مخزن هائل للغذاء والدواء في هذه المياه. من المفارقات اللافتة للنظر، أن يثور جدل كبير حول احتمالات وجود الماء في القمر "يوروبا"، التابع للمشتري، ونسمع عن خطط لإرسال سفن فضائية، تحمل روبوتات تثقب سطح الجلد المغطى لذلك القمر النائي، لعلها تصل - كما يتصور العلماء - إلى محيط قمري يصل عمقه إلى أربعين كيلومترا، بينما محيط كوكبنا الأم "الأرض"، لا يزال - إلى حد كبير - غير مكتشف ، حتى في الأعماق التي يرتادها الغواصون بسهولة من السطح حتى عمق خمسين متراً. إن هذا المحيط الأرضي يعول، وفي نطاق 60 سم فقط من السواحل، 60% من سكان العالم "3.6 بليون إنسان"، وسوف يرتفع هذا الرقم إلى 6.4 بليون "75%" خلال العقود الثلاثة القادمة.