العدد (494) - اصدار (1-2000)

في فرانكفورت هل يبقى الملك على عرشه؟ محمد المخزنجي

"جونتر جراس" الأديب والفنان الألماني الفائز بجائزة نوبل للآداب في آخر أعوام القرن العشرين, بدا أصغر من أعوامه السبعين بعقود عدة, بينما وجهه الموسوم بشاربه الكث, ونظّارته المنزاحة إلى أسفل, يحفل ببهجة ظاهرة وسط الزحام الهائل حوله عند مدخل قاعة (النشر الإلكتروني) التي تحمل رقم (4) بين 15 قاعة ضخمة ضمّها معرض فرانكفورت الدولي للكتاب في دورة انعقاده الحادية والخمسين في أكتوبر الماضي.

مدام توسو طغاة ومبدعون من الشمع عبدالمنعم الأعسم

تأخذك السيدة ماري كروشولتز من أول عتبة في هذا المتحف المهيب إلى ديالوج مفاجئ للحديث عما تعرفه عن الطغاة والمبدعين وصانعي الأحداث الكبرى وكيف يتهيأ لك أن تراهم? وما هي الأسئلة التي قد يتسنى أن تطرحها حين تمر بهم في تكيتهم التي أعدت بعناية ومرت عليها مهارات أجيال وأجيال طوال مائتي سنة? ثم سرعان ما تدعوك هذه السيدة الفرنسية الأنيقة إلى أن تلقي جانبا كل ما تعرفه عن أولئك المشاهير, إذ سيظهرون لك على هيئة أخرى ليست مألوفة.. يتحدثون بهمس, بلغة موحية تشي بدواخلهم وأسرارهم, فيما الشمع يتدثر بالألوان والأسمال والإنارة الموحية ليكشف عن براعة الأنامل في تخليد معاني التاريخ, إعجابا أو ازدراء, بوصفها أفعالا إنسانية حتى في بشاعة الكثير منها.