العدد (494) - اصدار (1-2000)

عزيزي القارئ المحرر

العربي .. خطوة على الطريق سنة أخرى سعيدة, وألفية ثالثة جديدة, تقبل علينا ونحن نستعد لعيد الفطر المبارك, أعاده الله عليكم وعلى أمتنا العربية والإسلامية باليمن والبركات, متمنين أن يحمل لنا تفاؤلاً جديداً بعصر جديد.في هذا الشهر, تفتح البشرية عيونها على عالم من افتقاد الثوابت, فقد أثبتت القوة المعرفية الجديدة أن الإنسان مجرد مخلوق صغير على ضفاف محيط لا متناه من المجهول, وأن عليه أن يجدد معارفه حتى يتواءم مع هذا الوضع الجديد, لقد انهارت كثير من النسق التقليدية, وما بقي منها يواجه تحدي البقاء وتجديد الذات.

أرقام محمود المراغي

إنسان نهاية القرن سوف يسجل التاريخ أن القرن العشرين هو قرن الثورات الاجتماعية والسياسية والعلمية, وسوف يسجل التاريخ أن نقطة النهاية في هذا القرن تختلف أشدّ الاختلاف - وبشكل غير مسبوق في القرون الماضية - عن نقطة البداية, فتواتر الاختراعات السريع, وتقدم التكنولوجيا (الهائل), وثورة المعلومات, كل ذلك قد أحدث انعكاساً في السياسة والاقتصاد, في العلاقات الدولية, والعلاقات الاجتماعية.

شعاع من التاريخ سليمان مظهر

مع بداية الألفية الأولى أقبلوا مع الليل, على الوجوه ظلمات الليل المنهزم, وفي الأعماق منهم يشرق أمل شاحب كشعاع غروب جديد, كانت تلك الليلة هي السابقة لعيد الفصح عند اليهود, وكان عيسى وتلاميذه الاثنا عشر قد اجتمعوا في بيت أحد أتباعه لتناول طعام العشاء, كانوا قد عرفوا ما دار في اجتماع مجلس (السنهدرين) الذي دعا إلىه الحاخام الأكبر قيافا, وأعلن فيه أنه (خير لنا أن يموت إنسان واحد من الشعب ولا تهلك كل أمة يهود)..!

واحة العربي محمد مستجاب

الباب من باب الرضا .. إلى أبواب العشق الجميل الباب الذي يأتي منه الريح : عليك أن تسكّه كي تستريح, وهو المثل العامي - أو الشعبي - الذي تعرفونه جيداً, وتطالبون بتطبيقه والعمل به جيداً, دون أن يعمل به واحد منّا بالدقة المطلوبة, وربما يكون هذا هو القاعدة الأساسية وراء سياسات دولية قديمة ومعاصرة - (أنا لا أقصد - كما ترى - ما يدور الآن بين البلاد العربية وإسرائيل), والأصلح - في هذه الظروف - أن يكون المدخل : باب النجّار مخلّع : حيث لن نقع تحت طائلة سطوة النجار, فالأبواب عادة تكون مغلقة أو مسكوكة, إنما الذي يجب أن يكون مفتوحاً هو النوافذ إشارة إلى الحرية أي استنشاق الهواء النقي. وكنّا في زمن التقاليد المستقرة نفخـر بأن الكريم لا باب له, إشارة الى هذا الاستقبال الدائم للضيوف أو أصحاب الحاجة, إلا أن الأمر اضطرب الآن فأصبح نفي الباب واستبعاده يعني الفوضى وعدم الانضباط - دخولاً وخروجاً, مع أهمية ألا أفصح اكثر من ذلك.

جمال العربية فاروق شوشة

تجليات بيان لا يغيب كان جمال العربية على ألسنة الناطقين بها ـ منذ أقدم العصور حتى اليوم ـ باباً للخلاص من الشدائد والنجاة من المواقف الصعبة, وكان يكفي أن يتكلم البليغ بما يُحْسنُ, والشاعر بما يُبدع والكاتب بما يجيد, حتى تسترق القلوب والعقول, وتميل النفوس والأرواح, مشربة بأقباس من هذا البيان الجميل والتعبير المحكم والبلاغة الساحرة.

معرض العربي خالد عبدالمغني

"بيكاسو .. المرأة الباكية" "أرسم الأشياء كما أتصوّرها وليس كما أراها".. بيكاسو أبرز فناني القرن العشرين.. بابلو بيكاسو (1881-1973), ولد في مالقا - إسبانيا - وتلقى الفن على يد أستاذه الأول والده الذي اكتشف عبقريته ونبوغ قدراته مبكّراً, وانتقل إلى فرنسا (1904) فعاش فيها أخصب مراحل حياته وبها عاصر الحربين الأولى والثانية, واستطاع في وسط عمالقة جيله أن يكون مرآة عصره بكل تطوراته وتقلباته, بل وإلى أبعد من ذلك في إثرائه للفن بفتح آفاق لم تطرق من قبل.

تراث عربي محمد رجب النجار

أبوحيان التوحيدي فيلسوف الأدباء وأديب الفلاسفة هو أبوحيان التوحيدى, علي بن محمد بن العباس, من أبناء القرن الرابع الهجري (العاشر الميلادي) مجهول المولد والنشأة.. قيل إنه فارسي الأصل.. وقيل إنه عـربي الأصل. كان مثله مثل المتنبي : عبقرية في غير زمانها, وموهبة فذة في غير مكانها, ورسالة في غير أوانها. لهذا لا غرو أن يتفجـر الإبداع - عند كليهما - ثـورة على الوجود, وتمرداً - ولا أقول حقدا - على العالم, واغتـرابا في الذات والزمان والمكان, الأمر الذي انتهـى بقيـام أبي حيان - في مشهد مأسـاوي أسيف - بحرق كتبـه, في أواخر عمره, حتى لا يكون بينه وبين العالم وشيجـة من فكـر أو علم أو أدب.

إلى أن نلتقي خليفة الوقيان

العامية والرقابة وثقافة الخرافة شيع في هذه المرحلة ظواهر ثقافية سلبية عديدة, وسوف نشير إلى ثلاث منها, وهي: 1- تفشي العامية : فقد اتسع نطاق النشر والبث المرئي والمسموع باللهجات العامية بصورة تلفت النظر. وكان الأمل أن تُستثمر وسائل الاتصال الجماهيري - الصحف, الإذاعات, القنوات الفضائية - في إشاعة الفصحى, فهي الأداة المفهومة للكافة, والقادرة على تحقيق التواصل بين الناطقين بالضاد, أينما وجدوا, وأيا كانت لهجاتهم المحلية, ولأنها من بعد العامل الأهم والأبقى لتوكيد وحدة الثقافة العربية.