العدد (646) - اصدار (9-2012)
في الثالث عشر من يونيو 2012، ودَّع العالَم المفكر والفيلسوف والمناضل الفرنسي روجيه جاروديه، الذي شغل مكانة مميزة بين الشخصيات التي أثَّرت بعمق في وعي القرن العشرين. فالفيلسوف الفرنسي الذي ولد في 17 يوليو 1913 أثار الكثير من الجدل بكتاباته ومواقفه واختياراته في الحياة. وكعادة كل الشخصيات العظيمة، فقد كان يتميز بأصالة عميقة، جعلت حياته أشبه بسلسلة متصلة من التحولات.
ثمة تيارات ثلاثة أساسية في الثقافة العربية، صاغتها جهود المفكرين العرب وانشغالاتهم بتجديد الفكر العربي منذ القرنين التاسع عشر والعشرين، يبقى لكل منها تصوره عن الزمن الثقافي العربي ومسارات تفاعله الممكنة مع الآخر الذي صار لديها جميعًا هو (الغرب) الأكثر تقدمًا في عالمنا المعاصر، وسفورًا على ساحة المنافسة الاستراتيجية السياسية والتاريخية الحضارية التي تخلق الاحتكاكات وترتب الانتصارات والانكسارات، كما تثير العقد والهواجس، ومنها بالقطع عقدة أو نظرية «المؤامرة» التي يختلف عمق حضورها ومستويات طرحها بين هذه التيارات المرجعية للثقافة العربية:
كانت قد تبلورت في شبه الجزيرة العربية بحلول القرن السادس الميلادي لغة شعرية عربية وتقاليد شعرية متميزة ذات شخصية غنية موّحدة تمثلت فيما وصلنا من تراث شعري اصطلح على تسميته بالشعر الجاهلي.