العدد (421) - اصدار (12-1993)
العالم فريقان، واحد تعجبه الكذبة الحلوة ويفضلها على المرة ولو كانت الحقيقة نفسها، وآخر يحب الحقيقة حتى الموت، وليس بالضرورة موته بقدر ما هو موت الآخرين (!) يعني أنه يفضل الحقيقة، وسماع الحقيقة ولو كانت علقما. وكنت أعتقد أن "الشرقي" وحـده بخياله الجامح وعالمه المسحـور وقدراته الخارقة على "فك رقبة" الحقيقة، هو من فريق تشجيع الكذبة الحلوة، خاصة في السياسة، عندما يصرخ الزعيم بالقوم "كل الحقيقة للجماهير"
في كتابات كثير من علماء العربية المعاصرين التفات إلى تصويب كثير من الأخطاء الشائعة على الألسنة والأقلام، والإشارة إلى النهج الصحيح الذي يجب التزامه. من بين هذه الأخطاء التي التفت إليها أحد هؤلاء العلماء- وهو الدكتور مازن المبارك في كتابه "نحو وعي لغوي"- خطأ يتصل باستعمال الكلمة العربية في تركيب معين، فيبعدها هذا الاستعمال عن دائرة الصواب في مثل قول القائل: اتخذت فلانا كصديق، والصواب أن يقال: اتخذت فلانا صديقا، وقول القائل: تحادث فلان مع فلان
في التعريـف بأمـة العرب، انصب اهتمام علماء التـاريخ والاجتماع والجغرافيـا على الـدين واللغـة والتقـاليد، دون الانتبـاه الكافي للنخلة، هذه السامقة الشامخة المتأودة مـ النسيم المقـاومة للريح على شـواطـىء النيـل، ودجلـة والفرات والعـاصي، وعلى سواحـل البحرين والكويـت وعمان حتى المغرب وموريتانيا، ولا يخلو بلد عربي من غابة لها أو أجمة أو عـدة أفراد تتراقص بين الحقول وفي عمق الصحراوات
السؤال عن ضرب الزوجات قد يبدو غريبا، فقد تعودنا أن العنف مع الزوجات ليس من خصال المثقفين- ومع ذلك فها هى منظمة دولية تجري دراسة علمية حول العنف ضد المرأة، وها هي تكتشف مفاجآت عديدة أولها أن عادة ضرب الزوجات واستخدام العنف ضدهن، عادة منتشرة في مختلف البلدان نامية ومتقدمة- إفريقية وأوربية وأمريكية- وأنها أيضا عادة تخترق مختلف الطبقات والفئات الاجتماعية!.
بين يديك عدد ديسمبر، الذي يعني نهاية عام من عمر المجلة، ونهاية عام في عمر الزمان. لكن كل نهاية من عمر الزمان، تعني بداية جديدة. فالعام الواحد من هذا التقويم- شأن تقويمات سنوية عديدة- يشير إلى أن الأرض تتم دورة كاملة حول الشمس، وكما نعرف فإن نهاية دورة تعني بداية دورة جديدة. هذا منطق دورات الأفلاك، ودورات الزمان، ودورات الحياة والنشاط الإنساني
.. استطاع مقالكم "القمع والتجاهل.. ازدواجية المثقفين في مواجهة البطش" المنشور بالعدد 418 سبتمبر 1993، فضح مواقف زمرة من المثقفين العرب لاذوا بالصمت تجاه ممارسات صدام القمعية وساهموا في حدوث هذه الكارثة حين صنعوا أسطورة "صدام المثقف". إن هؤلاء الذين هللوا للغزو وتوهموا فيه بداية تحقيق الحلم العربي الكبير، هم المسئول الأول عن تلك المأساة التي نعانيها جميعا، فالحلم العربي لا يبدأ ولا يمكن له أن يبدأ بضم الكويت الشقيقة إلى العراق ونهب ممتلكات شعبه وتشريده
.. استطاع مقالكم "القمع والتجاهل.. ازدواجية المثقفين في مواجهة البطش" المنشور بالعدد 418 سبتمبر 1993، فضح مواقف زمرة من المثقفين العرب لاذوا بالصمت تجاه ممارسات صدام القمعية وساهموا في حدوث هذه الكارثة حين صنعوا أسطورة "صدام المثقف". إن هؤلاء الذين هللوا للغزو وتوهموا فيه بداية تحقيق الحلم العربي الكبير، هم المسئول الأول عن تلك المأساة التي نعانيها جميعا، فالحلم العربي لا يبدأ ولا يمكن له أن يبدأ بضم الكويت الشقيقة إلى العراق ونهب ممتلكات شعبه وتشريده
بين يديك عدد ديسمبر، الذي يعني نهاية عام من عمر المجلة، ونهاية عام في عمر الزمان. لكن كل نهاية من عمر الزمان، تعني بداية جديدة. فالعام الواحد من هذا التقويم- شأن تقويمات سنوية عديدة- يشير إلى أن الأرض تتم دورة كاملة حول الشمس، وكما نعرف فإن نهاية دورة تعني بداية دورة جديدة. هذا منطق دورات الأفلاك، ودورات الزمان، ودورات الحياة والنشاط الإنساني
السؤال عن ضرب الزوجات قد يبدو غريبا، فقد تعودنا أن العنف مع الزوجات ليس من خصال المثقفين- ومع ذلك فها هى منظمة دولية تجري دراسة علمية حول العنف ضد المرأة، وها هي تكتشف مفاجآت عديدة أولها أن عادة ضرب الزوجات واستخدام العنف ضدهن، عادة منتشرة في مختلف البلدان نامية ومتقدمة- إفريقية وأوربية وأمريكية- وأنها أيضا عادة تخترق مختلف الطبقات والفئات الاجتماعية!.
في كتابات كثير من علماء العربية المعاصرين التفات إلى تصويب كثير من الأخطاء الشائعة على الألسنة والأقلام، والإشارة إلى النهج الصحيح الذي يجب التزامه. من بين هذه الأخطاء التي التفت إليها أحد هؤلاء العلماء- وهو الدكتور مازن المبارك في كتابه "نحو وعي لغوي"- خطأ يتصل باستعمال الكلمة العربية في تركيب معين، فيبعدها هذا الاستعمال عن دائرة الصواب في مثل قول القائل: اتخذت فلانا كصديق، والصواب أن يقال: اتخذت فلانا صديقا، وقول القائل: تحادث فلان مع فلان
العالم فريقان، واحد تعجبه الكذبة الحلوة ويفضلها على المرة ولو كانت الحقيقة نفسها، وآخر يحب الحقيقة حتى الموت، وليس بالضرورة موته بقدر ما هو موت الآخرين (!) يعني أنه يفضل الحقيقة، وسماع الحقيقة ولو كانت علقما. وكنت أعتقد أن "الشرقي" وحـده بخياله الجامح وعالمه المسحـور وقدراته الخارقة على "فك رقبة" الحقيقة، هو من فريق تشجيع الكذبة الحلوة، خاصة في السياسة، عندما يصرخ الزعيم بالقوم "كل الحقيقة للجماهير"
في التعريـف بأمـة العرب، انصب اهتمام علماء التـاريخ والاجتماع والجغرافيـا على الـدين واللغـة والتقـاليد، دون الانتبـاه الكافي للنخلة، هذه السامقة الشامخة المتأودة مـ النسيم المقـاومة للريح على شـواطـىء النيـل، ودجلـة والفرات والعـاصي، وعلى سواحـل البحرين والكويـت وعمان حتى المغرب وموريتانيا، ولا يخلو بلد عربي من غابة لها أو أجمة أو عـدة أفراد تتراقص بين الحقول وفي عمق الصحراوات