العدد (770) - اصدار (1-2023)

الفنّان التشكيلي د. صالح أبو شندي: دور الفنان الحقيقي تخليص التراث من شوائب التجديد العشوائي عبدالغني عبدالهادي

عبر خمسة عقود، استطاع صالح أبو شندي، في مغامرته الإبداعية، تسجيل مسيرة فنية مؤثرة ولافتة وغنيّة، أثرى بها الحركة التشكيلية المحلية والعربية، على امتداد آسيو-أفريقي بدءًا من موطنيه: الأردن وفلسطين، مرورًا بليبيا وانتهاءً بالهند، والتي استمدَّ منها علومه الجامعية والرُّوحُ الفلكلوريّة. د. أبو شندي هو عرّاف الخطّ والكتلة، إذ راحَ يرسُمها ويوزّعها بأداءٍ موسيقي يناغي أعماق المتذوق، فَينطقُ العملَ نيابةً عن المتلقي، وقد عمد إلى التجريد فشكل من الأسلاك... ثم الألوان أعمالًا تشهد بحنكته وحكمته، ثم تحوّلَ إلى رسمِ الأماكنِ، مُستلهمًا جمالياتها، ومُحرّرًا إيّاها عن التشوّهات، فرسمها كما يجب أن تكون للمشاهد المهتم في أروع صورها، وكذلك برعَ في رسم البورتريه، مشكلًا بهذه الخطوط والألوان بصمةً مميزة شكلت إرثًا للمشهدَين المحلي والعربي.