العدد (770) - اصدار (1-2023)

الفلسفة في عصر ما بعد الحداثة د. خالد صلاح حنفي

يؤكد أوليفر ليمان صاحب كتاب «مستقبل الفلسفة في القرن الحادي والعشرين»، أننا قد نكون على أعتاب مجتمع ما بعد الحداثة، إلا أننا بالتأكيد لسنا على أعتاب مجتمع ما بعد الفلسفة، وذلك لأن الفلسفة تعرف عودة وحضورًا متميزين بعد كل ما قيل عن النهايات، من نهاية التاريخ إلى نهاية الإنسان، وأن إنسان الألفية الثالثة يطرح أسئلة جديدة تستدعي عودة التفكير الفلسفي، ذلك التفكير الذي يحكمه تصور للمستقبل لا يقوم على فهم خطي ومستقيم للتاريخ، وإنما على تصور منحنى يغير دائمًا من اتجاهه حسب تحديد الفيلسوف النمساوي الأصل لودفيج فتجشتين.

النهضة العربية الحديثة... بين القطع مع الماضي والاتصال بالمستقبل د. محمود حداد

تختلف الآراء حول بداية مرحلة النهضة العربية الحديثة، فالرأي الغالب يعود بها إلى رد الفعل الفكري (النظري والعملي) الطبيعي على الاحتلال الفرنسي البونابرتي لمصر عام 1798، حيث تعرف المسلمون والعرب والمصريون خاصة إلى الفكر والممارسة العلمية والعسكرية والسياسية والأدبية الأوربية الحديثة المتفوق عمومًا، والذي نتج عن عصري النهضة والتنوير في غرب أوربا تحديدًا، وحاولوا الاستفادة منه وتعقبه، والكتاب المدرسي الأبرز في هذا المجال هو كتاب ألبرت حوراني «الفكر العربي في عصر النهضة».

المنهج الثقافي ونظرية الكشف وعلاقتهما بحركة الحداثة د. ريما حسين أمهز

عرفت الحياة الثقافية العامة في أوربا خلال القرن العشرين ثورتين متزامنتين: الثورة النقدية الأدبية التي قام بها الشكليون الروس، والثورة اللغوية التي تجلت في محاضرات العالم السويسري «فرديناند دي سوسير». وما يميز هاتين الثورتين طابعهما العلمي المرتبط بتمركز الثقافة الغربية يومذاك حول العقل، تلك الثقافة التي أنتجت ما عرف بالحداثة على صعيد الحياة العامة، وبالحداثة الأدبية على صعيد الأدب.

العالم العربي ثقافة التحديث أم ثقافة التجديد؟ صالح لبريني

الثقافة هي التعبير الأسمى عن الهوية الجماعية لأمة من الأمم، وتجسيد للوعي الذي بلغته في مجالات الحياة، غير أنها تخضع لسيرورة تاريخية وحضارية تسهم في إحداث تغيّرات ومغايرات وفق السياقات التي تحكمها وتؤثر في مساراتها الممتدة. والإنسان كائن ثقافي يصيّر وجوده، ويبتني الكينونة انطلاقًا من اللغة كقاسم مشترك، وطريقة القول باعتبارها مكتسبًا فرديًا، والخيال الذي به يفكر بشكل مختلف ويبدع عوالمه وتراثه ويخلّف أثره. وعن طريق الممارسة الثقافية يعطي الإنسان معنى لوجوده ولأشياء العالَم.