العدد (770) - اصدار (1-2023)

من وحي خيالي عزت الطيري

خيالي يعد لروحي هذا الصباح الملبد بالجوع مائدةً وبها ما بها

شعرية الحياة اليومية وآفاق الكتابة العربية قراءة في تجربة «سيف الرحبي» الشعرية د. نورالدين محقق

تتأسس التجارب الكتابية العربية الحديثة وفق منظور انفتاحي على العالم بأسره، على اعتبار أن هذا العالم هو ملك للإنسانية جمعاء، وليس هناك أقدر على التواصل معه في اختلافه وتنوعه من الكتاب وفي مقدمتهم الشعراء، ذلك أن الشعراء حتى وهم يصفون حياتهم اليومية، فإنهم من خلال هذا الوصف نفسه يصفون تجارب إنسانية جديرة بالحديث عنها وتقديمها للناس في مختلف بلدان العالم. وعلى هذا الأساس يقرأ الناس تجارب الشعراء قديمًا وحديثًا، ويستحضرون العديد منهم مثل هوميروس والمتنبي وفيكتور هوغو وأدونيس والبياتي ومحمد السرغيني وغيرهم. ذلك أن هؤلاء الشعراء وهو يكتبون حياتهم اليومية، فإنهم بشكل من الأشكال يكتبون الحياة اليومية للعديد من الناس حتى وإن لم يشعروا بذلك في بعض الأحيان، فالشعر هو مرآة للمجتمع حتى وهو يغوص في الذاتية ويعبر عنها كما يريد ويشتهي، وهو ما جعلنا نتناول تجربة شعرية عربية متميزة ونقف عند ملامحها الموضوعية والفنية، ونحن نسعى لاستجلاء تجليات الحياة اليومية فيها. وهذه التجربة هي تجربة الشاعر العماني المعروف سيف الرحبي.

في سبيل كشف قناع المعنى الخفيّ د. عبد المجيد زراقط

«كشف قناع المعنى الخفيِّ» دالٌّ على عمليَّتي إنتاج النص الأدبي، وهما: عملية إبداعه وعملية فهمه، فكلٌّ منهما تحقِّق كشفًا للقناع عن المعنى الخفيّ، فأولاهما تكشف القناع عن وجه العالم الذي يحيا فيه الأديب، وثانيتهما تكشف القناع عن وجه المعنى الخفيّ الثاوي في النص. وإن تكن تجربة الأديب الحياتية الأدبية هي التي تملي كشفه / نصَّه، فإنَّ «الفهم» هو الذي يحقِّق كشف المتلقي للمعنى الخفيّ في النص. وهذا ما يقوله أبو تمام: لم تُسقَ بعد الهوى ماءً على ظمأ كماء قافيةٍ يسقيكها فَهِمُ و«الفهم» المعنيُّ، هنا، يعادل الهوى. في ضوء هذا الفهم، نحاول أن نتعرف إلى الكشفين اللذين يحققان إضاءة العالم والنص وتحلية العيش.

أمل دنقل ورؤيته الشعرية د. فاطمة مهدي البزال

كان لا بدّ من رصد التّحوّلات السياسيّة في العصر الحديث عبر شعر سياسيّ يعبّر عن مرحلة متأزّمة من حياة الأمّة، وكان لصوت الشّاعر أمل دنقل أبلغ الأثر في إيصال ما يعتمل في داخله من هموم تترفّع عن الذاتية لتغدو همومًا جمعيّة تستحضر الماضي، وتستشرف المستقبل، وتنظر بعين الحاضر نظرة المدقّق، والمحلّل، والناقد الحاذق. وعلى هذا الأساس يصبح الشّعر «استشعارًا وانتظارًا ورؤية ووصولًا». ولكي تقوم لحظة الاستشعار بوظيفتها الشّعريّة الرؤيويّة لابدّ من تقديم المشهد الذي ترصده عين الشّاعر وحركته التأريخيّة لتأسيس رؤية واضحة تستند إلى التجربة الشّعريّة، ويمكّنها من تتبّع حركة التأريخ، والتقاط اللحظات المفصليّة، والانعطافات المصيريّة التي تحدث في ساحتنا العربيّة.

انقراض اللغات لماذا علينا الاهتمام؟ مهى قمر الدين

قد يبدو لنا أنه ليس هناك سوى عدد قليل من اللغات التي يتم استخدامها حول العالم، إلا أن الحقيقة هي أن هناك عددًا هائلًا من اللغات التي يتحدث بها أشخاص في بلدان وثقافات مختلفة. يقول المتخصصون اللغويون إن هناك نحو 6500 لغة في العالم متداولة حاليًا لتلبية احتياجات التواصل اليومية ، والكثير منها غير معروف، ولا تستخدم إلا من قبل السكان المحليين بحيث تنتشر بين مجموعات صغيرة في مناطق مختلفة من العالم. لكن هذا التنوع اللغوي آخذ في الانخفاض بشكل مطرد، فخلال المائة عام الماضية انقرضت أكثر من 400 لغة، أي بمعدل 1 كل 3 أشهر، ومن المتوقع أن يختفي نحو 50 في المئة من اللغات المتبقية في الوقت الحالي خلال القرن المقبل. وبمعنى آخر، ستنقرض لغة واحدة كل أسبوعين تقريباً وقد تكون النسبة أعلى من ذلك حسب بعض الباحثين.

الأدب الرقمي التفاعلي وتحولات الخطاب د. محمد محمد عيسى

لقد خرج النص الأدبي المعاصر من مسار الخطية منذ اطلع على كثير من مبادئ وأفكار الحداثة وما بعدها، وما اكتسبه من نواتج نظرية التلقي، التي أتاحت للمتلقين التفاعل مع بنية النص، ومكنتهم من فهمه وتأويله بأكثر من فهم وبأكثر من تأويل، وهو ما ترتب عليه مشاركة المتلقي في إنتاج النص، ومن هنا انشطر المتلقي أمام النص إلى متلق إيجابي وآخر سلبي، كما أفسحت تلك النظرية بمبادئها وأفكارها المجال أمام النقاد؛ لإعادة النظر في دور كل من المبدع والمتلقي، وكذا المناهج التي تناسب قراءة ودراسة النص، بعد أن كان النص يعاني سلبيات كثيرة، منها سلطة المبدع وسلبية المتلقي، ولي عنق النص بافتراض قراءة واحدة وتأويل واحد.